تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا قرأت سورة الكهف مثلاً، فلا تشغل نفسك بتفاصيل القصة التي لم يذكرها القرآن مما لا فائدة منها، كلون كلبهم، ومكان وجودهم، وعددهم، ونحو ذلك، ولكن تأمل ما في القصة من الحكم والمواعظ، من قدرة الله وعجيب تصريفه للأمور، و حفظه لعباده المؤمنين، ورفعه لدرجاتهم، وأنه يحيى الموتى، وغير ذلك من فوائد القصة، وقد علمنا الله هذا الأدب في نفس السورة حين قال: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً (22)} [سورة الكهف 18/ 22]، أي: لا تجادل أحدًا في عددهم إلا أن يكون كلامك مبنيًا على العلم واليقين، أما المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب، أو التي لا فائدة فيها فلا تشغل وقتك بها، ولا تسأل أحدًا منهم عن عددهم؛ لأنهم يتكلمون بغير علم ويقين.

وهكذا في غير ذلك من الآيات ...

3 - تحريك القلب وشغله بالتفكر في معنى ما يلفظ به اللسان، فيتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد في قلبه قبولها، والعمل بها، ويستغفر الله عن التقصير في امتثالها، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، كقوله: {والسابقون السابقون، أولئك المقربون} فيقول: اللهم اجعلني من السابقين، وإذا مر بآية عذاب أشفق وتعوذ، كقوله: {يوم تقلب وجوههم في النار} فيقول: أعوذ بالله من عذاب النار، اللهم نجنا من عذاب النار، وإذا مر بآية فيها دعاء تضرَّعَ وطَلَبَ، كقوله تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}، فيسأل الله تعالى ذلك، وهكذا كان النبي صلى الله يفعل، كما أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، ثم النساء، فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ.

وروى أبو داود والترمذي بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنْ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} فَانْتَهَى إِلَى {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى؟} فَلْيَقُلْ بَلَى، وَمَنْ قَرَأَ {وَالْمُرْسَلَاتِ .. } فَبَلَغَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فَلْيَقُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ)).

4 - معرفة المقاصد الأساسية، والأمور المهمة التي ركز عليها القرآن، وأكثر من بيانها.

ففي القرآن مواضيع فصل فيها، وأوضحها، وأعادها، فينبغي الاهتمام بهذه الأمور والعناية بها، وفهمها حق الفهم، والمتأمل في القرآن يجده مثلاً قد أكثر من تقرير التوحيد، ونفي الشرك، وأخبر أن جميع الرسل دعوا الناس إلى عبادة الله وحده ولا شريك، وأن الدعاء إنما يتوجه به إلى الله، وسائر الأعمال الصالحة، فيدل هذا على أهمية هذا الموضوع، وعظيم خطره، ووجوب فهمه حق الفهم.

ونجد أن الله بين في كتابه أن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن سعة الرزق فيها لا يدل على صلاح ومحبة من وسع له، وأنها قد زينت بأنواع الزينات، لكي يظهر الصادق في الإيمان بالله من الكاذب، ومن يشتري ما عند الله بهذه الدار الفانية.

وكذلك نجد أن الله بين في كتابه كثيرًا من أحكام الأسرة، فيما يتعلق بالعشرة، وحقوق الزوجين على بعض، وأحكام الطلاق، وما يجب للمطلقة من الحقوق، وما يجب عليها، فيدلنا ذلك على أهمية بناء المجتمع من هذه الناحية، وأن معرفة أحكام الله في ذلك سبب قوي لبناء مجتمع صالح.

ومما يعينك على هذا أن تجمع الآيات التي تحدثت عن موضوع واحد، وتنظر في دلالتها، وتقارنها بالأحكام الأخرى.

5 - معرفة العلاقة بين أسماء الله الحسنى، والآيات التي وردت فيها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير