تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الأستاذ الحجوري .... بعدما نقل أقوالهم في ضمان شيخهم ومضاعفة الأجور لهم ودخولهم الجنة بغير حساب -: ((فكأنها (الطريقة التجانية) ورقة حماية من دولة لها سلطة عالية، تعالى من يجير ولا يجار عليه، فكأنهم نسوا القرآن)).

فبهذا صارت الطريقة التجانية في نظر أهل العلم بالسنة والكتاب كأنها مسجد الضرر ضد الإسلام، فالله يقول في نبيه خاتم النبيين، وهو يقولون في الشيخ التجاني هو الختم وهو لبنة التمام للأولياء فحجروا على الله ملكه وقطعوا المدد المحمدي وهم لا يبالون أو لا يشعرون، وحتى أن شعروا فالمقصد يبرر الواسطة، وإذا سمعوا أن النبي أفضل النبيين قالوا أن التجاني رجله على رقبة كل ولي لله، بهذه العبارة الجافة من كل أدب الجارحة لعواطف كل مسلم لأن الولي في عرفهم يشمل النبي إذ يقولون أن ولاية النبي أفضل من نبوته، ولا يبالون أن يكون أصابهم أفضل من أبي بكر وعمر والعشرة المبشرين بالجنة الذين كانوا يخافون الحساب ولا يأمنون العقاب، ولم يكن عندهم بشارة بالنجاة منهما، إذ لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)).

دعاء الإسلام إلى الجد ومحاسبة النفس والعمل على الخوف والرجاء في جميع نواحي الحياة الدنيا على أن يكون ذلك على السداد والإخلاص ليكون ذخراً لسعادة الأخرى فجاءت عقيدة ضمان الشيخ ودخول الجنة بلا حساب هادمة لذلك كله وقد ظهرت آثارها بالفعل كما حكاه الأستاذ الحجوري فيما يلي:

((حكي لي بعض القضاة قال: كان في محكمتي تسعون عدلا في البادية، وقد تقصيت أخبار الصالح والطالح منهم لأعلم مقدار ثقتي بهم في حقوق المسلمين فوجدت عشرين منهم متساهلين لا يؤتمنون على الحقوق، وحين دققت النظر في السبب تبين لي أنهم جميعاً تجانيون، فبقيت متحيرا حتى انكشف لي أن السبب هو أتكالهم على أنه لا حساب ولا عقاب يترصدهم فانتزع الخوف من صدورهم)).

هذا في العدول وهم من أهل العلم فكيف بالعامة؟ فهذه الطريقة ما وضعت إلا لهدم الإسلام ولا اجزم بأن صاحبها هو الذي وضعها هذا الوضع فقد يكون فيمن أتصل به من كاد هذا الكيد، ودسّ، وليس مثل هذا الكيد جديداً على الإسلام، قال الإمام ابن حزم في كتاب ((الأحكام)) ج3 ص21: ((فإن هذه الملة الزهراء الحنيفة السمحة كيدت في وجوه جمة، وبغيت لها الغوائل من طرق شتى، ونصبت لها الحبائل من سبل خفية، وسعي عليها بالحيل الغامضة وأشد هذه الوجوه سعي من تزيا بزيهم، وتسمى باسمهم ودسّ لهم سم الأساود، في الشهد والماء البارد، فلطف لهم من مخالفة الكتاب والسنة، فبلغ ما أراد ممن شاء الله تعالى خذلانه، وبه تعالى نستعين من البلاء، ونسأله العصمة بمنه، لا إله إلا هو)).

(كلمة إلى العلماء)

[وفي مقدمتهم صديقي العلامة الأستاذ البشير النيفر التونسي].

إنني ادعوا كل عالم تجاني إلى النظر في فصول السؤال والجواب فإن اقروا ما انكرناه فليعلنوا اقرارهم له، وإذا انكروا ما انكرناه فليعلنوا انكارهم له، يصرحوا:

1 - بأن (صلاة الفاتح) ليست من كلام الله.

2 - وأنها ليست مثل الصلاة الإبراهيمية.

3 - وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -لم يعلمها لصاحب طريقتهم.

4 - وأن لا فضل له ولا لا تباعه إلا بتقوى الله.

5 - وأن المنتسب إلى طريقتهم لا يمتاز من المسلمين عن غير المنتسب إليها.

ومن لم يصرح بهذا باء بوزره ووزر الهالكين من الجاهلين وكان عليه أثم الكاتمين من العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين [5] [6]

عبد الحميد بن باديس.


[1] أحزاب وأوراد التجاني 12 تحقيق محمد الحافظ

[2] انظر جواهر المعاني 1/ 136

[3] راجع ج 3 م 5 من الشهاب.

[4] كذا في الأصل والكلام ناقص وربما يكون أصله أو عنه.

[5] ش: جـ 7، م 14، ص 49 - 57

غرة رجب 1357 هـ - سبتمبر 1938.

[6] كتاب ابن باديس حياته وآثاره، جمع ودراسة: د. عمار الطالبي دار الغرب الإسلامي، ط.2 سنة 1403هـ، الجزء الثالث، ص (142 - 174)

ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا وهذه الصلاة أفضل عند القوم من القرآن وهذه زندقة مكشوفة وردة مفضوحة

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:42 م]ـ
بورك فيك .. ورحم الله الشيخ عبدالحميد ..

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:46 م]ـ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير