تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ المخطوط المذكور عبارة عن قطعة من كتاب (نقض التأسيس) لابن تيمية ـ رحمه الله ـ. و هو من المصنفات التي لم تصل إلينا كاملةً. و القطعة الموجودة منه فيها الكثير من التحريف و التصحيف، يعرف ذلك من تعامل مع النسخة و طالعها. و قد ذكر ناسخها أنه نقلها عن أصلٍ كثير الغلط و التحريف.

فقد قال في خاتمة النسخة: "فرغت من استنساخ هذه القطعة المباركة، عن النسخة التي استنسخها (محمد بهجة أفندي، ابن محمود أفندي البغدادي)، و فرغ من استنساخها لتسعة خلون من شهر ربيع الثاني سنة تسعٍ و ثلاثين و ثلثمائة و ألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأتم التحية. و قد قابلها على الأصل، و هي نسخة كثيرة الأغلاط و التحريف، مع الأستاذ الإمام السيد محمود شكري الآلوسي ـ رحمه الله تعالى و رضي عنه ـ ... ".

و بالرجوع للورقة التي اقتطع منها النص المذكور، و الورقة التي قبلها نجد ابن تيمية يسوق الأوجة التي تقوي قول القاضي أبي يعلى، و من يوافقه ممن يرى أن الرؤيا كانت عياناً. لكن سياق الكلام فيه خلل يلحظه من يدقق فيه.

فقد قال ابن تيمية:

"تبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة، إلا قول ابن عباس، و آية النجم. وقول ابن عباسٍ قد جمعنا ألفاظه. بلغ (هكذا) ما يقال لمن يثبت رؤية العين أن ابن عباسٍ أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه ".

ثم سرد هذه الوجوه واحداً تلو الآخر. و أثناء سرده للوجه الرابع، جاء النص السابق، الذي فيه تقرير أن الرؤيا كانت رؤيا عين".

و بعد أن فرغ من سرد هذه الأوجه، وقع في النسخة فراغ، و كتب بحاشيتها عبارة: (بياض في الأصل).

فالخلل في هذا الموضع من النسخة ظاهر لمن يراجعه، و أما باقي الكلام، فهو واضح لا إشكال فيه، و قد تقدم نقل مواضع من النسخة تبين رأي ابن تيمية الموافق لما قرره في سائر كتبه و مصنفاته ـ رحمه الله ـ.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

وأعتذر من الإخوة من عدم توثيق النصوص المنقولة من مخطوط نقض التأسيس، ذلك لأن مصورة النسخة التي اعتمدت عليها لها ترقيم خاص. علاوة على أنها ليست تحت يدي الآن.

ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 11:03 ص]ـ

[ CENTER]

بسم الله، والحمدلله، وبعد:

فهذه تقييدات حول النص الذي يسأل عنه أخونا الطنجي.

فقد اتفق العلماء على جواز رؤية الله ـ عز و جل ـ في المنام. و اتفقوا على أن الصفة التي يراها النائم ليست هي صفة الله ـ سبحانه ـ.

و قد جاءت أحاديث فيها تصريح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه رأى ربه في منامه.

جاء هذا من رواية (معاذ بن جبل)، و من رواية (ثوبان)، و من رواية (أم الطفيل) امرأة أبي بن كعب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ:

-=-=-=-=-=-=-=-=-

ـ أما حديث معاذ، فقد أخرجه الترمذي بلفظ:

(إني قمت من الليل، فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت. فإذا أنا بربي ـ عز و جل ـ في أحسن صورة، فقال: يامحمد فيم يختصم الملأ الأعلى ... الحديث).

أخرجه أحمد (5/ 243)، و صححه الترمذي (5/ 368) و نقل عن البخاري ـ أيضاً ـ تصحيحه. و رواه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 542).

-=-=-=-=-=-=-

ـ و أما حديث ثوبان، فقد أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (2/ 543) بنحو لفظ حديث معاذ بن جبل.

-=-=-=-=-=-=-

ـ و أما حديث أم الطفيل ففيه:

أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى ربه ـ عز و جل ـ في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهبٍ. على وجهه فَرَاش من ذهب.

رواه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 205)، و الطبراني في الكبير (25/ 143)، و اللالكائي في أصول الاعتقاد (ح909)، والبيهقي في الأسماء و الصفات (2/ 368).

و هذه الأحاديث الثلاثة كلها صريحة في كون الرؤيا كانت مناماً، ولم تكن حال اليقظة. و من ثم لم يستشكلها العلماء. و إن اختلفوا في صحة حديثي أم الطفيل، و ثوبان.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

لكن الإشكال جاء عند بعض أهل العلم في حديث رابع جاء من طريق ابن عباس و لفظه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "رأيت ربي ـ عز و جل ـ في صورة شاب أمرد، له وفرة، جعد قطط، عليه حلة خضراء".

و لم يرد في سياقه ما يفيد أن الرؤيا كانت مناماً.

و هو حديثٌ معروف من رواية حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير