ولكن يا أخي الكريم، لو نظرت إلى حال الأثر، سندا .. وشهدت بالحق على ما نظرت لعلمت أن كل طرقه لا تقوم بها حجة
إذ كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يخالف ما عليه أئمة السلف وأهل السنة والجماعة قاطبة؟
كيف يكون كلامًا نفيسًا وهو يتهم كل من قَبِلَ هذا الأثر وقال به من أهل السنة والجماعة بأنهم يستدلون على عقيدتهم بالأحاديث والآثار الضعيفة بل والمنكرة؟
الشيخ لا يتهم، بل نظر في طرق الأثر ورواياته .. فوجدها ضعافا بل منكرة .. فكيف يحكم لها؟
بل ليت الشيخ وقف على طعنه في الإسناد، لقلنا لعله تبين له في إسناده ما خفي على أئمة هذا الشأن أئمة الجرح والتعديل: كأحمد وإسحاق، وإبي داود، والدارقطني والطبراني وغيرهم مما يطول ذكرهم بل تعدّى الأمر وللأسف إلى الطعن في متنه فقال: (إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة .. )
ثم علّل ذلك -على حسب فهمه ورأيه ولم يسند ذلك إلى إمام متبع-: بأن القول بهذا الأثر يستلزم اعتقاد فاسد لا يجوز اعتقاده في صفاتِ الله تعالى!!
ففطن إلى ما لم يفطن إليه السَّلف الصالح أئمة السنة في مسائل التوحيد والاعتقاد!!
وهذا عجيب!!
هل تعتقد في صفات الله تعالى، صفة .. لم تثبت بحديث مرفوع؟ أو له حكم الرفع؟؟ كيف تعتقدها؟ دون بينة يا شيخي الكريم؟؟
فإنّ من المُسَلَّم به عند كل صاحب سنةٍ واتباعٍ، أنّهم لا يثبتون مسائل التوحيد والاعتقاد إلا بأثر صحيحٍ صريحٍ، وأنهم أورع وأخشى لله من أن يصفوه بما لا يثبت أو بما لا يليق به سبحانه،
هم أورع يا أخي .. نعم؛ وهم لا يقصدون إلى أن يثبتوا مسألة في التوحيد والاعتقاد بأثر ضعيف أو منكر .. لكن ألا يقع منهم الخطأ؟ في آحاد المسائل؟؟ ألا يمكن ذلك؟
فما تقولون إذا في حديث الأوعال، وفي بعض الصفات .. كالهرولة مثلا؟؟!
وقد بحثت طويلا على أن أقف على من رد هذا الأثر وطعن في متنه من أئمة السلف أئمة التوحيد والسنة، فلم أجد.
نعم معك حق، أنا أيضا لم أقف على من ردّه .. (وللمناسبة أسأل: هل يعرف أحد من الإخوة الترمذي هذا، الذي هجره القوم، وشنّعوا عليه؟ من هو؟؟ .. للمعرفة فقط، أو للفضول العلمي -وليس من فضو العلم! - لا ليتخذ سلفا في المسألة!!)
لكن أيها الشيخ الكريم، أودّ أن أستفسر .. لم لم يتعرّض شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، للأثر .. وأنت تعلم أن شيخ الإسلام "لسان الدين" ثم إن تلميذه الإمام ابن القيم لم يذكر الأثر إلا في بدائع فوائده .. لا في اجتماع الجيوش مثلا!! ألا يشي ذلك بشيء ..
أيها الشيخ الفاضل، أسأل الله أن يحييني على عقيدة السلف، وأن يميتني عليها .. وأنا والله طالب حق .. وليس غرضي أن أتهم أئمة الإسلام أو أتطاول عليهم .. لكن والله لقد "قف شعري" (كما قال أخ هنا من قبل) وأنا أقرأ هذا الأثر أول ما قرأته في البدائع من سنين .. وقد بحثت يومها .. وهالني ما قرأت من بعض الروايات (الموسعة) ..
فإن أثبت هذا .. فما أصنع بـ"يفسح له مقدار إصبعين (أو أربعة أصابع لا أذكر) " وبـ"يئط الكرسي" ... الخ
وفيها ما فيها
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك!
ـ[آل حمدال]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:37 ص]ـ
الأخ ممدوح
لم يذكر الشيخ صالح آل الشيخ من سبقه إلى هذا الفهم والتفصيل
ومن تأمل كلام السلف الصالح في هذا الأثر يتضح له أمرين:
1 - الرد على الجهمية المعطلة للصفات وخاصة صفة العلو والاستواء
كما قال أبو داود - صاحب السنن- رحمه الله وهو يتكلم عن أثر مجاهد رحمه الله قال: من أنكر هذا فهو عندنا مُتهمٌ.
وقال: ما زال النّاس يُحدِّثون بهذا، يُريدون مُغايظة الجهمية؛ وذلك أن الجهميّة يُنكِرون أن على العرشِ شَيءٌ.
2 - أن السلف فهموا منه فضيلة من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم، ونصوا على أن من رده فقد رد فضيلة من فضائله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك قولهم:
1 - قال أبو بكر بن أبي طالب: من ردّه فقد ردّ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن كذّب بفضيلةِ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كَفَرَ باللهِ العظيم.
2 - وقال عبدالوهاب الورّاق للذي ردّ فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يُقعده على العرشِ فهو مُتهمٌ على الإسلامِ.
3 - وقال محمد بن إسماعيل السّلمي: من توهم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من اللهِ عزَّ وجلَّ ما قال مُجاهد فهو كافرٌ باللهِ العظيم.
¥