د- تقوية ونصرة ما يدعيه أهل البدع والأهواء من إتهامهم لأهل السنة والجماعة أنهم يحتجون في أبواب العقيدة بالآثار والأحاديث الضعيفة بل والمنكرة.
د- الانتصار لقول الجهمية على قول أهل السنة والجماعة؛
وبيان ذلك:
أن السلف اختلفوا مع الجهمية في قبول أثر مجاهد وما دل عليه من الإجلاس.
فذهب السلف الصالح إلى قبول هذه الآثار وتلقيها بالقبول، والطعن على من أنكرها أو ردها، وتبعهم على ذلك أهل السنة على مر القرون.
وذهبت الجهمية إلى رد هذه الآثار وما دلت عليه.
فرجح الشيخ الألباني بعد النظر في الأسانيد أن الصواب مع الجهمية في هذه المسألة العقدية.
وأن كل ماحتج به أهل السنة من الآثار لا تقوم به الحجة، بل لو صحت لما جاز الاستدلال بها أصلاً.
هـ- رسم لنا منهجًا جديدًا:
وهو لا عبرة بأقوال أهل السنة والجماعة مهما كانوا، ومهما اجتمعوا على قول، فهم رجال ونحن رجال.
فكما ينظرون في الأسانيد ويحكمون عليها، فنحن ننظر، ونحكم عليها، ولا يلزمنا قولهم، مهما كانوا، ومهما اتفقوا على قول، فلا يلزمني
حتى ولو كانت المسألة من مسائل التوحيد والعقيدة كهذه المسألة!!
وكحديث الصورة (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وتأويله له موافقة لقول الجهمية ومخالفة لقول أهل السنة وغيرها من مسائل العقيدة والتوحيد،
لا المسائل التي يسوغ في الخلاف والاجتهاد!!
وأنت - للأسف - من ضحايا هذا المنهج الجديد،
آتيك بأقوال أهل السنة والجماعة وآثارهم، وتصريحهم بصحتها وطعنهم في من ردها وأنه رجل سوء وصاحب بدعة،
ومع هذا تردها بكل سُهولة، وتقول: أنهم أخطؤوا، ولا يلزمني قولهم، ولا عبره به،
وتذهب إلى قول الجهمية لبيان حجتهم عندك وظهورها.
ألا يسعك ما وسع السلف الصالح؟
أما إن كان لك سلف في رد هذا الآثار والطعن فيها من المتقدمين غير الجهمية فسمهم لنا حتى نعرفهم ونقول لك أن تختار من كلام أهل السنة ما شئت، بعد النظر والاجتهاد.
والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
- قال الآجري رحمه الله ["الشريعة" (1/ 301)]: علامة من أراد الله به خيراً سلوك هذه الطريق: كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان, ومن كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء، مثل: الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على طريقتهم، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء.
- وقال البربهاري رحمه الله: فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)]
- قال الآجري رحمه الله تعالى:
"وأما حديث مُجاهد .. فقد تلقّاه الشُّيوخ من أهل العلم والنَّقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تلَقّوها بأحسن تلقٍّ، وقبلوها بأحسن قبول، ولم يُنكروها، وأنكروا على من ردَّ حديث مُجاهدٍ إنكارًا شديدًا، وقالوا: من ردَّ حديث مجاهد فهو رجلُ سُوء.
ـ[أبو عبدالإله المكي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 12:29 ص]ـ
أخرج الهروي في "ذم الكلام" عن الأوزاعي رحمه الله قال: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها بالقول".
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:11 ص]ـ
السلام عليكم
أولا تضعيف الألباني لا يعني انتصارا للجهمية فالمسألة مسألة صحة السند من عدمها وليست إنتصار للمبتدعة الجهمية!!! كما أن الموضوع خلافي اصلا بين أهل السنة على الرغم من كثرة المصححين لتلك الآثار الضعيفة فلا يوجد إجماع بين العلماء على قبوله ولك ان تراجع ما نقله ابن جرير الطبري في تفسيره للمقام المحمود فذكر قولين القول الأول الشفاعة والثاني الجلوس على العرش او الكرسي فإذن الموضوع خلافي وليس إجماع حتى تلزم الألباني أو غير الألباني من أهل السنة بقول لا دليل عليه صحيح السند
فبقي أن تثبت صحة السند وإلا فالمسألة اصبحت دجل عقيم مع مقلد يزعم أن الألباني ينتصر للجهمية!!! لعن الله التعالم ماذا فعل بأصحبه تتهم الألباني بالإنتصار للجهمية في موضوع خلافي!!!
¥