تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم، فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص، ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع؛ إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة، فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية، لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته، كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل، ولا يكون خيرا من جميع الخيل.

إذا تبين هذا، فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمداً رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.

روى ذلك محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد فى تفسير: (عسى أن يبعثَك ربك مقاما محمودا) (الإسراء:79) وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة.

قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكراً ـ وإنما أنكره بعض الجهمية ـ ولا ذكره في تفسير الآية منكر، وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع ـ أعنى صالحنا عليهم.

وأما الذوات، فإن ذات آدم خلقها الله بيده، وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه، ولم يثبت هذا لشىء من الذوات، وهذا بحر يغرق فيه السابح لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية وإلا وقع إما في تمثيل أو في تعطيل. فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ـ ظاهرا وباطنا ـ وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) (الذاريات:23) فلا تلِجَنَّ باب إنكار، ورد وإمساك وإغماض ـ رداً لظاهره وتعجبا من باطنه ـ حفظا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جَنَاب مولاك.

إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتَوَقّ التمثيل والتشبيه، ولعمرى إنَّ هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أحَدّ من السيف، وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.اهـ

من موضوع سبق طرحه في هذا المنتدى بعنوان:"مسئلة جلوس النبي على العرش"

على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77569

ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[04 - 12 - 06, 12:42 م]ـ

تذكرت الآن القول المنسوب لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:

(قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، وإنهم لهم السابقون ... )

وجزى الله خيرا الإخوة الكرام: آل حمدال، عبد المصور السني، صلاح الدين الشريف

أحسن الله لكم جميعا على هذه الردود العلمية القيمة، فقد صححتم لي وكشفتم ما قد غاب عني، فجزاكم الله خيرا ...

ولي إستفسار لو تكرمتم بالرد:

ما مدى صحة إثبات صفة " الجلوس" أو " القعود" على العرش لله تبارك وتعالى؟!

وعلمي أن هناك فرق بين الكرسي والعرش، فهل هناك أثر في إثبات هذه الأفعال بالنسبة للكرسي، حيث أن سؤال الموضوع كان عن الجلوس على الكرسي؟

ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 - 12 - 06, 01:10 م]ـ

إن مما ابتلينا به في زماننا هذا هو النظر للقائل دون النظر للمقولة، فتجد كثيرا من طلبة العلم عند نظرهم في أي مسألة من المسائل أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو من القائل فإن كان إماما معتبر سلموا لمقولته تسليما مطلقاً وإن كان القائل لا يروق لهم أعموا أبصارهم وردوا مقولته دون تفكر وتأمل في البحث عن الصواب، وهذي لعمري بلية وعمى عن اتباع الحق وهو خلل كبير نتج عنه أننا أصبحنا نصنف الناس بين جهمي ومعتزلي من أجل أنه قال بقول قال به أحد أصحاب البدع.

ونحن نعلم أن الحق ليس حكرا على أحد وأنه يجب اتباعه بغض النظر عن القائل.

وأنا أعجب من الأخوة كيف جاز لهم أن يرموننا بالجهمية لمجرد أن الجهمية وافقونا في هذا الرأي.

وحتى يتم لم شمل النقاش ونخرج بنتيجة ترضي الجميع فإني أوجه السؤال الآتي:

ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها.

حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها.

بانتظار إجابتكم.

ـ[آل حمدال]ــــــــ[13 - 12 - 06, 10:42 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير