تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بقومٍ يختارون قول الجهمية والمعتزلة أو بقول أحدٍ من أهل البدع ثم يجادلوننا على تصويبه وأنه الحق، وأن أهل السنة قد أخطؤوا في هذه المسألة، وجانبوا فيها الصواب.

نحن الذين ابتلينا بقوم يعيروننا باتباع السلف الصالح وتباع آثارهم، ويشبهوننا بأعداء السنة والتوحيد: من الرافضة والصوفية في اتباع أئمتهم الضلال

لا يقول هذا رجل ينتسب إلى أهل السنة يعرف ماذا يخرج من رأسه.

نحن نعلم أن أهل البدع يدعون اتباع الكتاب والسنة،

ولكن الفرق بيننا وبينهم هو اتباع السلف الصالح

(كتاب وسنة على فهم سلف الأمة)

لا على فهمنا وآرائنا وما نتوصل إليه بعقولنا!!

وسلف أمة في هذه المسألة قد قالوا بأثر مجاهد وتلقوه بالقبول والتسليم، وأنكروا على من رده أو طعن فيه.

فلا أدري كيف جاز لكم أن تنتصروا مسألة لم يسبقكم فيما أعلم بإنكارها إلا الجهمية أعدا السنة والتوحيد.

ثم تلومنا على ترك اتباعكم على هذا القول.

قولك: (ونحن نعلم أن الحق ليس حكرا على أحد

وأنه يجب اتباعه بغض النظر عن القائل)

نعم صدقت،

ولكن كيف تعرف هذا الحق وتصل إليه إذا خالفت أهله واتبعت غير سبيلهم.

أبدًا لن يكون الحق في مسألة مع جهمي ولا معتزلي ولا صاحب بدعة خالف السلف الصالح ومن بعدهم فيها.

كل صاحب بدعة وهوى يدعي أن الحق معه، وأن الصواب حليفه فيما قال،

وكل يدعي اتباع الكتاب والسنة كما سبق

ولكن العلامة الفارقة المميزة بيننا وبين أهل البدع: (اتباع السلف)

وليسوا بأي سلف، بل السلف الصالح الذي أثناء الله عليهم، وشهد لهم أهل السنة بالعلم والصلاح والتقوى و ...

قولك: (وأنا أعجب من الأخوة كيف جاز لهم أن يرموننا بالجهمية لمجرد أن الجهمية وافقونا في هذا الرأي)

1 - لا تتهمنا بذلك؛ فإنا لم نرميكم بالجهمية،

ونحن نتناقش في مسألة علمية، ليست حديثة العصر كما يقولون، فالمسألة مسبوقة بالبحث قد فُرغ منها من القرن الثالث الهجري.

2 - لم يوفقكم الجهمية في هذا القول كما تقول!!

بل أنتم الذين وافقتموهم في هذا القول واخترتموه، وأخذتم في نُصرته وتأييده على قول السلف الصالح.

قولك: (وحتى يتم لنام شمل النقاش ونخرج بنتيجة ترضي الجميع)

النتيجة التي سترضي الجميع هو ما كان عليه السلف الصالح في القرن الثاني والثالث الهجري، (فإن رأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا، وإنه يسعنا ما وسعهم)

ولا يشك كل صاحب سنة واتباع أن مخالفة السلف واتباع غير سبيلهم ضلال ولن يكون الصواب معه ولا في صفه.

(فإني أوجه السؤال الآتي: ما هي الأصول التي أجمع العلماء على وجوب التحاكم إليها وأنه لا يجوز الخروج عنها حينما نحرر هذه المسألة ننتقل لمناقشة ما بعدها بانتظار إجابتكم)

- والله من البلاء أن نتكلم في مسألة كهذه، ونحن نجهل أصول أهل السنة والجماعة وطريقة استدلالهم في أبواب السنة والاعتقاد!!!!!

فهذه المسألة قد فرغ منها،

وعليك بمداومة النظر في كتب السنة التي كتبت بالآثار: (كالسنة لعبدالله بن أحمد)، (والإبانة لابن بطة)، و (الشريعة للآجري)، و (أصول أهل السنة للالكائي)، و (ذم الكلام للهروي)، و (السنة للخلال)، و (رد الدارمي على بشر المريسي، ورده على الجهمية) وغيرها من كتب العقائد المسندة البعيدة عن الكلام وأهل الكلام، تجد فيها بغيتك إن شاء الله.

وإن كان لك أصول تحتكم عليها غير أصول هؤلاء العلماء ممن قال بأثر مجاهد رحمه الله المشهود لهم بالعلم واتباع السنة، فبينها لنا حتى نستفيدها منكم!!!

فيتبين للجميع أن أئمة السنة: كأحمد وإسحاق والآجري وابن بطة والطبراني والدارقطني والبربهاري وإبراهيم الحربي وغيرهم كانوا يجهلون هذه الأصول!!!

وهذه بعض أقوالهم في بيان أصولهم التي اعتمدوا عليها:

- قال الإمام أحمد رحمه الله: لست بصاحب كلام ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في

1 - كتاب الله

2 - أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

3 - أو عن أصحابه

4 - أو عن التابعين رحمهم الله

فأما غير ذلك فان الكلام فيه غير محمود. [حلية الأولياء (9/ 219)]

وقال الإمام أحمد:1 - إنّما على الناس اتباع الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحها من سقيمها،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير