ـ[عبدالعزيز الحامد]ــــــــ[11 - 01 - 07, 06:17 ص]ـ
الإخوة الكرام
(قال شيخ الاسلام في (رده على البكري)
(وقد قال طوائف من السلف و الخلف أنه يقعده معه على العرش و أنكر ذلك آخرون)
هل في قول ابن تيمية أن المسالة خلافية؟
قوله آخرون لا يلزم أنه يقصد آخرين من السلف، فهو قد نسب القول به إلى طوائف من السلف والخلف.
فهل يذكر لنا الإخوة المنكرون سلفا لهم في المسألة من السلف ليثبت أنها فعلا خلافية بين أهل السنة والجماعة
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 07, 06:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن إجمال الكلام في هذه المسألة في النقاط الآتية
أولا: مسألة إسناد الخبر إلى مجاهد
من ضعف هذا الحديث أعله بليث بن أبي سليم وهو صدوق في نفسه إلا أنه سئ الحفظ وقد ذكر بعض الأخوة أنه ضعيف بالاتفاق وفي هذا نظر فقد وثقه يحيى بن معين في رواية و قال أبو أحمد بن عدى: له أحاديث صالحة غير ما ذكرت، و قد روى عنه شعبة،و الثورى، و غيرهما من ثقات الناس، و مع الضعف الذى فيه يكتب حديثه.) يعني للنظر والاعتبار
و قال يعقوب بن شيبة: هو صدوق، ضعيف الحديث.
و قال ابن شاهين فى " الثقات ": قال عثمان بن أبى شبيبة: ليث صدوق، و لكن ليس بجحة.
و قال الساجى: صدوق فيه ضعف، كان سىء الحفظ كثير الغلط، كان يحيى القطان بآخره لا يحدث عنه
والملاحظ على كثير ممن تعرض لهذه المسألة بالرد والطعن أنه صب جل رده على ضعف الليث بن أبي سليم غافلا لأمور يمكن أن يتقوى بها خبر مجاهد:
الأول أن ليثا قد توبع على روايته فقد تابعه ثلاثة كما في السنة للخلال وهم عطاء ابن السائب وأبو يحيى القتات وجابر بن يزيد الجعفي وهؤلاء لا يخلو أحدهم من مقال لكن متابعتهم ليثا مما يزيد في الحديث قوة
الثاني: أن ابن حبان قد ذكر في مشاهير علماء الأمصار ص 146: ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة, نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه, ثم دلسوه عن مجاهد. وهذا ما استفدته من الأخ أسامة جزاه الله خيرا وتصحيح الأئمة له كأحمد وأبي داوود وغيرهما إشعار بأن ليثا قد حدث من كتابه وهم أعرف الناس بهذا فهم صيارفة الصنعة ورجالها مع الأخذ في الاعتبار أن الرواية يتعلق بتفسير المقام المحمود وتلقيهم هذا الأمر بالقبول وتسليمهم له وجه من وجوه الترجيح كما أشار إلى نحو ذلك الأمير الصنعاني فترجح روايته من كتابه
الأمر الثالث: وهو ما ذكره الإمام أحمد رضي الله عنه وغيره أن العلماء قد تلقوا خبر مجاهد بالقبول والعجب أن جميع من رد هذا الخبر لم يتفطن لهذا الأمر مهدرا ميزة هذا الاتفاق المعتبر المنقول عن مثل هذا الإمام الجليل وهذا مما يزيد الخبر قوة ويرقى به إلى درجة الحسن على أقل تقدير فإن هذا التلقي وحده أقوى من مجرد كثرة الطرق كما نبه على ذلك الحافظ في بعض كتبه فحكم الأئمة على حديث ما بتلقيه بالقبول بمنزلة إجماعهم على صحة الخبر.
قال أحمد " قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم هذا الخبر كما جاء ".
وقال ابن جرير ليس في فرق الإسلام من ينكر هذا لا من يقر أن الله فوق العرش ولا من ينكره نقله عنه الذهبي
وقال ابن تيمية: وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول
وقد كان مالك رضي الله عنه يأخذ بما كان عليه أهل المدينة وبما أدركهم عليهم لتلقيهم له بالقبول فكيف بما أجمع عليه السلف قاطبة وتلقوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقياد وطعنوا فيمن رده فظهور الرواية بين أظهرهم وتشنيعهم على من ردها أقوى دليل على صحتها ابتداء وعلى وجوب الانقياد لمدلولها الذي دلت عليه بلا تحريف ولا تزوير.
وانظر كيف حكم ابن الصلاح وغيره من الحفاظ على أحاديث الصحيحين أنها أفادت العلم اليقيني لتلقي الأمة لها بالقبول وجعله دليلا على الإجماع والأمة معصومة من الإجماع على الخطأ واستنبط من ذلك القطع بصحة ما فيهما من الأحاديث لتعرف قيمة هذه العلة وأنها وجه من وجوه الترجيح؟؟
¥