تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد كان تصحيحي للخبر بناء على فن من فنون المصطلح دقيق أقر به الشيخ الألباني نفسه ومن قبله العراقي وابن الصلاح وابن حجر والصنعاني وغيرهم، ومفاده أن الأمة إذا تلقت الخبر الضعيف بالقبول كان ذلك بمنزلة إجماعهم على صحته فينزل منزلة الصحيح بل وربما بلغ منزلة المتواتر كما اتضح في كلام السخاوي، ومع ذلك فإن العجب لا يزال يأخذني عندما قرأت ردك هذا ولم أرك علقت على هذا الكلام الذي يكاد يكون مجمعا عليه. وكان لازم الشيخ الألباني – رحمه الله – تصحيح خبر مجاهد بناء على هذه القاعدة التي اتفق عليها أهل الحديث وليته - ولكنه للأسف لم يفعل؟؟

ثالثا: قلتَ دليل ذلك الذهبي ضعفه

قلتُ دع عنك الحافظ الذهبي فموقفه مضطرب أشد الاضطراب فتارة يصححه ويقر بمضمونه وتارة يستنكره وهذا طبعا بشهادة الشيخ الألباني كما في مختصر العلو ص5 على ما أذكر

رابعا قلت وكان ينبغي على الأخ أبي خالد أن يثبت صحة الحديث من خلال الأسانيد ولم أجد له تعليق على الأسانيد وإنما نقل قول من قال بصحته ولم يأت بدليل معتبر يوثق ما ذهب اليه من صحة الحديث

سبحان وماذا فعلتُ؟؟ وهل وقعت أنت إلا فيما رميتني به؟؟ فأين تعليقك على الأسانيد؟؟ وهل قلدت إلا الألباني؟؟ ولماذا لم تجب على ما قد طرحته من قبل؟؟

رابعا: قلتَ فكل الآثار في ذلك إما مكذوبة وموضوعة وإما ضعيفة جدا

هذه طبعا مجازفة لذا ينبغي أن أعيد على مسامعك شيخي الجليل هذه النقاط المهمة التي أغفلتها وأزيد أمورا:

1 - الخبر ليس مكذوبا ولا موضوعا فإن ليث بن أبي سليم لم يتهمه أحد بالكذب أو الوضع

2 - لم ينفرد ليث بالرواية عن مجاهد بل تابعه عطاء بن السائب وهو ثقة إلا أنه اختلط بآخره فمثل هذا ضعفه يسير يصلح للمتابعة وقد قال أبو حاتم كان محله الصدق قديما قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخرة تغير حفظه، فى حديثه تخاليط كثيرة، و قديم السماع من عطاء: سفيان، و شعبة. و فى حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم فى آخر عمره، و ما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط و اضطراب ; رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة.)) وهذه فائدة مهمة جدا فما رواه محمد ابن فضيل عن عطاء صحيح إذا كان موقوفا بخلاف المرفوع ولا شك ان خبر مجاهد موقوف مقطوع عليه.

3 - ان ليثا صحيح الرواية عن مجاهد في التفسير كما بينت من قبل

4 - أن الخبر قد تلقي بالقبول بين أهل السنة كما وضحت ووضح الأخوة مرارا فلا أقل من أن يبلغ الحسن

خامسا: قلت كل الشواهد كذب او ضعيفة ضعفا شديدا!

ليس كذلك بل إن لخبر مجاهد شواهد بعضها صحيح وبعضها خفيف الضعف

فمن أمثلة الصحيح ما أخرجه بن أبي حاتم بسند صححه الحافظ في الفتح عن سعيد بن أبي هلال أحد صغار التابعين انه بلغه ان المقام المحمود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع

ومن أمثلة الضعيف ضعفا يسيرا ما ذكره الحافظ في الفتح: وقد جاء عن بن مسعود عند الثعلبي وعن بن عباس عند أبي الشيخ وعن عبد الله بن سلام قال ان محمدا يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب أخرجه الطبري أ. هـ)

وأما حديث ابن عباس الذي أشرت إليه فقد أخرجه الطبراني في الكبير حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني بن لهيعة عن عطاء بن دينار الهذلي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال في قول الله عز وجل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه فيما بينه وبين جبريل ويشفع لأمته فذلك المقام المحمود

وليس موضوعا كما قلت وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف إذا لم يتابع وعطاء بن دينار قيل لم يسمع من سعيد بن جبير على ما في المجمع

ومن شواهده حديث عبد الله بن سلام الذي أخرج الخلال في السنة عن سيف السدوسي عن عبد الله بن سلام، قال: «إن محمدا يوم القيامة بين يدي الرب عز وجل، على كرسي الرب تبارك وتعالى وهو ليس مكذوبا بل ضعفه من جهة جهالة سيف السدوسي

ومنها حديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} [الإسراء79) قال: " يجلسه معه على السرير" (عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 326،328) إلى ابن مردويه والديلمي.)

. وبإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال:" وعدني ربي القعود على العرش" (أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (2/ 476) رقم (441).).

وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن المقام المحمود فقال: يحشر يوم القيامة عراة غرلا … ثم قال: ثم أقوم عن يمين العرش فما من الخلائق قائم غيري فأتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون "الدر المنثور للسيوطي" 3/ 197

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرا (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) فقال يجلسه على السرير وفى لفظ يجلسه معه على السرير "الدر المنثور" 3/ 198

والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه والتابعين آمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير