ثم إن من ينقض دعوى الإجماع في عصر ما بحاجة إلى أن يثبت وجود المخالف في العصر ذاته؟ فمن يا ترى قد خالف أحمد، وأبا داود، وابن راهوية، وعبدالوهاب الوراق، وإبراهيم الأصبهاني، وإبراهيم الحربي، وهرون بن معروف. ومحمد بن إسماعيل السلمي، ومحمد بن مصعب العايد وهذه العصبة المؤمنة؟
قلت أما ليث فقد إختلط بآخره!! كما أسلفت لك فكيف يكون حجة عندك فقط لأنه ثبت أنه يروي عن مجاهد
سبحان الله!! راجع مشاركاتي وستجد الجواب الذي حاصله أن ليثا صدوق في نفسه إلا أنه سيء الحفظ ومثل هذا يصلح حديثه للنظر والاعتبار، ثم إنه إذا روى عن مجاهد في التفسير فصحيح الرواية؛ إذ يروي من كتابه كما بين ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار والله أعلم
ثم إنك – يرحمك الله – فاتك التعليق على الأمور الأخرى التي يجدر تصحيح خبر مجاهد لأجلها كتلقي الأمة لخبر مجاهد بالقبول وأنه آذان بصحته، ومتابعة عطاء بن السائب له فراجعها إن شئت.
ثم إني قد رأيت الشيخ الألباني قد صحح حديثا في إسناده ليث ولم يتابع عليه أصلا وشواهده فيها من الضعف كالذي نحن بصدده وأسوأ (الصحيحة " 3/ 118 حديث 1127) - " إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثا: إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر و حيف السلطان ".
قال الألباني:رواه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (23/ 1 - 2) عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف رفعه.
قلت: و ليث ضعيف لاختلاطه، و من طريقه رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ... ". لكن الحديث له شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة في نقدي و هي من حديث أبي محجن و أبي الدرداء و أنس بن مالك.
1 - أما حديث أبي محجن فهو بلفظ: " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة و إيمانا بالنجوم و تكذيبا بالقدر ". رواه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (2/ 39) و ابن عساكر (16/ 308 / 1) أخبرنا حسين بن أبي زيد الدباغ أخبرنا علي بن يزيد الصدائي أخبرنا أبو سعد البقال عن أبي محجن قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. و هذا سند ضعيف أبو سعد البقال
اسمه سعيد بن المرزبان و هو ضعيف مدلس و قد عنعنه. و علي بن يزيد الصدائي فيه لين كما في " التقريب ". و أما الدباغ هذا فترجمه الخطيب (8/ 110 - 111) و وثقه.
2 - و أما حديث أبي الدرداء فهو بلفظ: " أخاف على أمتي ثلاثا: زلة عالم و جدال منافق بالقرآن و التكذيب بالقدر ". رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي الدرداء مرفوعا. و قال الهيثمي (7/ 203): " و فيه معاوية بن يحيى الصدفي و هو ضعيف ".
3 - و أما حديث أنس فهو: " أخاف على أمتي بعدي تكذيبا بالقدر و تصديقا بالنجوم ". رواه أبو يعلى في " مسنده " (1023) و ابن عدي (196/ 1) عن شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي حدثنا أنس مرفوعا. و قال: " شهاب في بعض رواياته ما ينكر عليه و لا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره ".
قلت: قال الذهبي: " صدوق مشهور له ما يستنكر ... قد وثقوه ". و شيخه يزيد الرقاشي ضعيف.
4 - و أما حديث جابر فلفظه: " ثلاث أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء و حيف السلطان و تكذيب بالقدر ". أخرجه أحمد (5/ 90) و ابنه و ابن أبي عاصم في " السنة " (324) و الطبراني (1/ 92 / 1) عن محمد بن القاسم الأسدي حدثنا فطر عن أبي خالد الوالبي عنه. و من هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (ص
1802) و الطبراني في " الصغير " (182) و غيره قال الهيثمي: " و فيه محمد بن القاسم الأسدي وثقه ابن معين، و كذبه أحمد و ضعفه بقية الأئمة ". قلت (الألباني): فهو واه جدا فلا يستشهد بحديثه، و فيما قبله كفاية.أ. هـ)
فقد صحح هذا الحديث مع إن في أسناده ليث بن أبي سليم وشواهده فيها من الضعف ما فيها!!!
ومثله أيضا حديث من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة الصحيحة " 3/ 409 قال: أخرجه أحمد (2/ 179 و 221) من طريق ليث بن أبي سليم ضعيف. لكنه لم يتفرد به. فقد أخرجه أيضا (2/ 183) من طريق محمد بن راشد عن سليمان بن موسى أن عبد الله بن عمرو (بنحوه) .. و هذا إسناد حسن إلا أنه منقطع بين سليمان و ابن عمرو لكن الحديث بمجموع الطريقين حسن أ. هـ)
¥