تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن مسعود أيضًا: من عرض له منكم قضاء، فليقض بما في كتاب، الله فإن لم يجد في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في سنة رسول الله ففيما قضى به الصالحون قبله.

فأباح ابن مسعود التقليد للأموات وقضاء الصالحين على التحري والاحتياط،

فمن هذا المريسي الضال الذي يحظره على الأمة؟

ومن هو حتى يستحل بقوله شيء أو يحرم؟

وقال شريح وابن سيرين: لن نضل ما تمسكنا بالأثر.

وقال إبراهيم: ما الأمر إلا الأمر الأول لو بلغنا أنّهم لم يغسلوا إلا الظفر ما جاوزناه كفى إزرًا على قوم أن تتخالف أعمالهم.

والاقتداء بالآثار تقليد، فإن كان لا يجوز في دعوى المريسي أن يقتدي الرجل بمن قبله من الفقهاء فما موضع الاتباع الذي قال الله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان) وما يصنع بآثار الصحابة والتابعين بعدهم بعد أن لا يسع الرجل استعمال شيء منها إلا ما استنبطه بعقله في خلاف الأثر، إذا بطلت الآثار وذهبت الأخبار وحرم طلب العلم على أهله ولزم الناس المعقول من كفر المريسي وأصحابه والمستحيلات من تفاسيرهم فقد عرضنا كلامهم على الكتاب والسنة فأخطأوا في أكثرها الكتاب والسنة ولم يصيبوا السنة

حدثنا عبد الله صالح المصري عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي قال: ما رأي امرئ في أمر بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه، ولو لم يكن فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه أصحابه من بعده كانوا أولى فيه بالحقِّ منّا؛ لأن الله تعالى أثنى على من بعدهم باتباعهم إياهم فقال: (والذين اتبعوهم بإحسان) وقلتم أنتم بل نعرضها على رأينا في الكتاب فما وافقه منها صدقناه، وما خالفه تركناه، وتلك غاية كل محدث في الإسلام رد ما خالف رأيه من السنة.

وقال أبو سلمة بن عبدالرحمن للحسن البصري: لا تفت الناس برأيك، فقال الحسن: رأينا لهم خير من آرائهم لأنفسهم. اهـ

- وقال اللالكائي في كتابه "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" في مقدمة كتابه:

استدل على صحة مذاهب أهل السنة:

1 - بما ورد في كتاب الله تعالى فيها وبما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإن وجدت فيهما جميعا ذكرتهما وإن وجدت في احدهما دون الآخر ذكرته

2 - وإن لم أجد فيهما إلا عن الصحابة الذين أمر الله ورسوله أن يقتدى بهم ويهتدي بأقوالهم ويستضاء بأنوارهم لمشاهدتهم الوحي والتنزيل ومعرفتهم معاني التأويل احتججت بها

3 - فإن لم يكن فيها أثر عن صحابي فعن التابعين لهم بإحسان الذين في قولهم الشّفا والهدي والتدين بقولهم القربة إلى الله والزلفى

فإذا رأيناهم قد أجمعوا على شيء عولنا عليه ومن أنكروا قوله أو ردوا عليه بدعته أو كفروه حكمنا به وأعتقدناه،

ولم يزل من لدن رسول الله إلى يومنا هذا قوم يحفظون هذه الطريقة ويتدينون بها؛ وإنما هلك من حاد عن هذه الطريقة لجهله طرق الاتباع

وكان في الإسلام من يؤخذ عنه هذه الطريقة قوم معدودون اذكر اساميهم في ابتداء هذا الكتاب لتعرف أساميهم ويكثر الترحم عليهم والدعاء لهم لما حفظوا علينا هذه الطريقة وأرشدونا إلى سنن هذه الشريعة ولم آل جهدا في تصنيف هذا الكتاب ونظمه على سبيل السنة والجماعة ولم أسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس؛ لأن من سلك طريق الأخيار فمن الميل بعيد؛ لأن ما يتدين به شرع مقبول وأثر منقول أو حكاية عن إمام مقبول، وإنّما الحيف يقع في كلام من تكلف الاختراع ونصر الابتداع، وأما من سلك بنفسه مسلك الاتباع فالهوى والاحادة عنه بعيدة ومن العصبية سليم وعلى طريق الحق مستقيم.

ونسأل الله دوام ما أنعم به علينا من اتباع السنة والجماعة وإتمامها علينا في ديننا ودنيانا وآخرتنا بفضله ورحمته إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.

- وقال البربهاري رحمه الله:

فالله الله في نفسك، وعليك بالآثار، وأصحاب الآثار، والتقليد، فإنّ الدين إنّما هو التقليد - يعني للنبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين - ومن قبلنا لم يدعونا في لَبسٍ، فقلّدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر. ["طبقات الحنابلة" (2/ 39)] [/ QUOTE]

قلت:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير