فلنفرض أن اليد تعني القدرة فالأنسان لدية قدرة ولدية سمع وبصر وحياة
وإن قال أن الحياة لله ليست كالحياة للأنسان
قلنا واليد كذلك
هذا والله اعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 04:32 م]ـ
اوليس الظاهر المتبادر من اليد مثلا هو الجارحة وعلى هذا فيحب تنزيه الله عن هذا المعنى
الحمد لله وحده ...
في كلام أخي همام كفاية إن شاء الله.
لكن فقط أردتُ أن أنبه على قاعدة كليّة لا تنخرم في مسألة التبادر، فقد أكثر أهل البدع أن يقولوا:
(إن أمارة الحقيقة التبادر) (1)
(المتبادر إلى الذهن من اليد = الجارحة) (2)
لذلك لا بدّ من نفي حقيقة الصفة، والقول بالمجاز، أو لا بدّ من التفويض التام للمعنى والكيفيّة معًا.
وهي نفس الشبهة التي عرضَت لأخينا أبي عمر أعزه الله.
فهاتان مقدمتان أولى وثانية (على طريقة الجدل)؛ وإبطال إحدى المقدمتين يقضي ببطلان النتيجة.
ونحن ننازع في المقدّمتين جميعًا
فأمّا المقدّمة الأولى (أمارة الحقيقة التبادر)، فنحن ننازع في إطلاقها، أي: إطلاق جعل التبادر أمارة على الحقيقة.
لأن التبادر يختلف من شخص إلى شخص، فالذي يتبادر إلى ذهن العربي سليم اللغة والفطرة،
يختلف عن المتبادر إلى ذهن الأعجمي الذي استعجمت عليه العربية وإن كان متحدّثًا بها،
وهما يختلفان عن المتبادر إلى ذهن العجمي الذي لا يعرف من اللغة إلا تترجم له.
فأيّ تبادر هذا الذي زعمتموه أمارة على الحقيقة؟
وأمّا المقدمة الثانية (أن المتبادر إلى الذهن إذا أطلقت اليد = الجارحة) فباطلة بالعقل والشرع.
فأمّا بطلانها عقلاً، فإن جماهير العقلاء قد جزموا أن (الكليّ) لا وجود له في الخارج، وأن وجوده ذهني فقط.
(والمراد بالكلي ما كان جنسًا أو نوعًا مثلاً) ..
فالأجناس والأنواع لا وجود لها في الخارج باتفاق العقلاء (إلا من شذّ من أهل السفسطة).
بمعنى:
أنه لا يوجد في الخارج (شجرة) ..
بل يوجد شجرة تفاح، أو شجرة حنظل، أو شجرة نخيل ... إلخ
وأما قولك (شجرة) فهذا جنس، والجنس كلّي لا وجود له إلا في الذهن.
كذلك لا يوجد في الخارج (يد) ..
بل يوجد يد الإنسان، ويد السلحفاة، ويد الزرافة، ويد الكرسيّ ..
ويد الله تبارك وتعالى.
وأما قولك (يد) فهذا جنس، والجنس كلّي لا وجود له إلا في الذهن.
فكيف تجعلون (تبادر الكلّي) علامة على حقيقة (اللفظ المخصوص)؟
إنما التبادر أمارة الحقيقة لكل لفظ كلي في السياق الذي هو فيه فحسب، بحسب إضافته، وحينها لن يكون كليًّا، بل يصير جزئيًّا بالإضافة
ولو قلتَ لعاقلٍ (شجرة) وسكتّ، فقطعًا لن تجزم ما الذي تبادر إلى ذهنه من شجرة مخصوصة.
وأما بطلانها شرعًا، فقد دلّت نصوص الكتاب والسنّة وإجماع المسلمين أن صفات الله عز وجل لا تشبه ولا تماثل صفات المخلوقين.
وأجمع المسلمون أن الفطرة السليمة تقضي بذلك.
فمن أين جعلتم المتبادر إلى الذهن من قولنا (يد الله) الجارحة؟
إلا أن يكون مقصودكم الذهن السقيم، فيكون خروجًا عن محل النزاع.
===
فالمقصود:
أن القضية تعرض هكذا على الصواب:
(1) أمارة الحقيقة في صفات الله تعالى = المتبادر إلى ذهن العربي الموحّد خاصّة (لا كلّ تبادر)
(2) المتبادر إلى ذهن العربي الموحد من (يد الله) أنها تليق بذاته وليس كمثلها شيء لا جارحة ولا غيرها، لأن العقل السليم قضى باستحالة شبه الخالق بالمخلوق.
النتيجة: يد الله بمعناها الحقيقي ليس كمثلها شيء، ولسنا في حاجة إلى تأويل ولا تفويض للمعنى، بل نقول: هي يد على الحقيقة وإن لم ندر كيفيتها.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[11 - 12 - 06, 10:13 م]ـ
تأييدا لكلام الشيخ المقدادي
و على فرض ثبوته فليس فيه تفويضا للمعنى , بل ان هذا اصطلاح اصطلح عليه بعض السلف , و يقصدون به:التأويل الباطل للجهمية و أضرابهم
قال الحافظ في الفتح (13/ 418)
(وَأَسْنَدَ اللَّالَكَائِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: اِتَّفَقَ الْفُقَهَاء كُلّهمْ مِنْ الْمَشْرِق إِلَى الْمَغْرِب عَلَى الْإِيمَان بِالْقُرْآنِ وَبِالْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَات عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَة الرَّبّ مِنْ غَيْر تَشْبِيه وَلَا تَفْسِير، فَمَنْ فَسَّرَ شَيْئًا مِنْهَا وَقَالَ بِقَوْلِ جَهْم فَقَدْ خَرَجَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَفَارَقَ الْجَمَاعَة)
قلت: الذي يحتج به المخالف في قول أحمد أنه يقول إن حكاية المعني هي التفسير فقوله (لا كيف ولا معني) يعني لا نكيف ولا نفسر فنفوّض.
قلت: ويتضح من نقل الحافظ أن مقصود السلف بالتفسير هو القول بقول جهم فتكون كلمة (المعني) في قول الإمام أحمد هي (قول جهم). والله أعلم.