تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوقفة الأولى: أن الجمع بين المتناقضين محال في فطرة العقول التي خلقها الله، ومحال في معارف العقل المكتسبة .. على هذا إجماع المفكرين؛ ولهذا تندَّروا بحفنة قالت بهذا ثم خرجت عنه بالادعاء كأبي حامد الغزالي الإمام الفحل رحمه الله تعالى .. ذلك أن الخارج والداخل نقيضان مرفوع عنهما الثالث الذي يسمونه الثالث المرفوع، والوسط المرفوع.

والوقفة الثانية: أن السلف لم يبتدعوا خارج العالم وداخله، ولكن لما ابتدعه غيرهم دفعوه بدفع أحد معنييه، وهو النصوص الكثيرة بعلو الله وإحاطته؛ وإذ هو عالٍ على خلقه محيط بهم


(1) انظر صحيح شرح العقيدة الطحاوية ص324ـ342.

فهو ليس فيهم بل خارجهم.
والوقفة الثالثة: ما ركزه الله في فطرة العقل من المحال فنفيه من دين الله وشرعه؛ لأن الله جعل العقل شرط التكليف، ولأن الله استحث ذوي الألباب، ولأن الإيمان بالدين إجمالاً حصل بالعقل والحس بالبراهين في الآيات المكية، ثم حصل الإيمان بالشرع تفصيلاً بعد ذلك بالآيات المدنية.
والوقفة الرابعة: الجسم والمكان لم يرد نص شرعي بإثباتهما أو نفيهما؛ لهذا لا يتكلم بهما السلف؛ لأن ما يتعلق بالله جل جلاله على التوقيف .. فلما استعملهما أهل الكلام قال السلف: نبحث فيما تريدون من المكان والجسم؛ فإن أردتم تشبيهاً بمكان وجسم فنحن نبرأ إلى الله من ذلك .. وإن أردتم نفي ما أثبته الله من العلو والإحاطة فنحن نبرأ إلى الله أيضاً من ذلك .. بل نثبت باللفظ والمعنى ما دل عليه الشرع، ولا نثبت من اللفظ (وإن احتمل معنى صحيحاً وغيره) إلا ما أثبته الشرع.
والوقفة الخامسة: ما علاقة تنزيه الله بدعوى المحال: أن الله ليس داخل العالم، ولا خارجه .. بل من نفى هذا المحال فقد نزَّه الله حقَّاً.
والوقفة السادسة: لا يقدر مخلوق مهما تفلسف أن يُفَرِّق بين «المعدوم» وبين «من هو لا داخل العالم ولا خارجه» تعالى الله عن ذلك؛ لأن الثالث مرفوع.
والوقفة السابعة: ليس في نفي هذا المحال قياسٌ لله سبحانه بالعالم، بل هذا المحال مما فطر الله العقل على معرفته؛ لأن الشرع تنزيل الله، والعالم خلق الله، والله أعلم بنفسه؛ فَخَلَقَ الله العقلَ بفطرته في إحالة المحال ليعلم به الحقائق التي هي من خلق الله وعلمه، أو علمه فقط، وهي علمه بنفسه سبحانه وتعالى.
والوقفة الثامنة: كذب على أهل السلف بدعوى «لا أتصوره بكيف، ولا أتصوره».
قال أبو عبد الرحمن: قاتل الله الكذب وأهله، والله ما قال السلف ذلك، وإنما قالوا: لانتصور كيفيته سبحانه، بل نؤمن بوصفه لنفسه سبحانه .. وفرقٌ عظيم بين «لانتصوره بكيف» وبين «لا نتصور كيفيته» .. وحسبنا الله.
والوقفة التاسعة: لم يدع السلف معنى محالاً ثالثاً غير ذكر ولا أنثى .. وإنما نفوا إطلاق اسم لم يرد به شرع مع إيمانهم بأن كل ضمير عن الله سبحانه في نصوص الشرع، وكل وصف له فهو بصيغة المذكر .. ولكنهم نُهوا أن يُطلقوا على الله ما لم يصف به نفسه.

والوقفة العاشرة: أن الشرع المطهر أوجب علينا ردَّ المتشابه إلى المحكم .. وعلو الله وإحاطته من المحكم، ومعنى الحديث: «فليس دونك شيئ» من المتشابه؛ ولهذا بلغت الأقوال فيه سبعة عشر مذهباً، فوجب رده إلى المعنى الذي يوافق المحكم؛ لأن الشَّغَب على الشرع محرم، وقد نهى الله عن ضرب الكتاب بعضه ببعض، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:44 م]ـ
ما شاء الله على هذه التباريح، و جزى الله كاتبها و منزلها بالثواب الجزيل.

ـ[الجنابي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يشكر للشيخ ابن عقيل دفاعه عن شيخ الاسلام ابن تيمية ولكنه قد ضمن دفاعه اشياء ظلم بها شيخ الاسلام وعلمه وسعة اطلاعه وحصر حصيلته العلمية بما ذكر من مصنفات هي قطرة في بحر علمه لمن يعرفه حق المعرفة كما انه ازرى عليه باشياء لم ينفرد بها عن الائمة السابقين عند المطلعين كخلق ادم ومذهبه في المجاز وهذا نص كلام ابن عقيل الظاهري في تباريحه رقم 2:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير