· باب ذِكْر ما رُوِيَ أنّ للعَبّاس رضي الله عنه شفاعة، يشفع بها للنّاس يوم القيامة
· باب فضل عبدالله بن عَبّاس رضي الله عنه، وما خَصَّهُ الله الكريم مِن الحِكْمة والتّأْويل الحسن للقرآن
· باب ذِكْر وفاة ابن عَبّاس رضي الله عنه بالطّائف، والآية التي رُوِيَتْ عند دفنه
· باب ذِكْر إيجاب حُبِّ بني هاشم، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين
· باب ذكر فضل بني هاشم على غيرهم
· باب فضل قريش على غيرهم
روى الآجريُّ رحمه الله في هذه الأبواب، كثيراً مِمّا حَفِظَ ورَوَى مِن حديث وأثر، فجاءتْ هذه الأبواب حافلةً، بكثير مِمّا جاء في فَضْلِهم، وعظيم حَقِّهم.
وكان مِمّا قال الآجرّي رحمه الله، في أوّل كتاب فضائل أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه مِن " الشريعة ":
(أمّا بّعْد، فاعلموا –رحمنا الله وإياكم- أنَّ أمير المؤمنين عَلِيّ بن أبي طالب –رضي الله عنه- شَرّفَهُ الله الكريم بأعلا الشَّرَف، سوابقُه بالخير عظيمة، ومناقبُه كثيرة، وفَضْلُه عظيم، وخَطَرُه جليل، وقدرُه نبيل.
أخو الرّسول صلى الله عليه وسلم وابنُ عّمِّه، وزَوْجُ فاطمة، وأبو الحَسَن والحُسَين، وفارس المسلمين، ومُفَرِّجُ الكَرْبِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتل الأقران، الإمام العادل، الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة،المُتَّبِعُ للحَقِّ، المُتأخِّرُ عن الباطل، المُتَعَلِّق بكُلِّ خُلُق شريف.
الله عزّ وجلّ ورسولُه صلى الله عليه وسلم له مُحِبّان، وهو للهِ والرّسول مُحِبّ، الذي لا يُحِبُّه إلا مؤمنٌ تقيّ، ولا يُبْغِضُه إلاّ مُنافق شَقِيّ، مَعْدن العَقْل والعِلْم والحِلْم والأدب رضي الله عنه).
وقال رحمه الله في " كتاب فضائل فاطمة رضي الله عنه" من " الشريعة ":
(اعلموا –رحمنا الله وإيّاكم- أنَّ فاطمة رضي الله عنها، كريمةٌ عَلَى اللهِ عزّ وجلّ وعلى رسولهِ صلى الله عليه وسلم، وعند جميع المؤمنين.
شَرَفُهُا عظيم،وفَضْلُها جَزِيل، النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبوها، وعَلِيٌّ رضي الله عنه بَعْلُهَا، والحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما سَيِّدا شباب أهل الجَنَّة ولَدَاها، وخَدِيجة الكُبْرى أُمُّها.
قد جَمَعَ الله الكريم لها الشَّرَفَ مِن كُلِّ وَجْهٍ، مَهْجَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وثَمَرَةُ فؤادِه، وقُرَّةُ عُيْنِهِ رضي الله عنها، وعن بَعْلِهَا، وعن ذرِّيَّتها الطَّيِّبة المباركة، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيْجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،وَآسِيَة امْرَأةُ فِرْعَون)).
وقال الآجرّي رحمه الله أيضاً في " الشّريعة "، في "فضائل الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما:
(اعلموا –رحمنا الله وإياكم-: أنَّ الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، خطرُهما عظيم، وقدرهما جليل، وفضلهُما كبير، أشبه النّاس برسولِ الله صلى الله عليه وسلم خَلْقاً وخُلُقاً.
الحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، هُما ذرّيّتُه الطّيّبة الطّاهرة وبَضْعة منه، أُمُّهما فاطمة الزّهْراء، مُهْجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبَضْعة منه، وأبوهما أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أخو رسولِ الله رَبّ العالمين، وابنُ عَمِّه، وخِتْنُه على ابنته، وناصرُه، ومُفَرِّج الكَرْب عنه، ومَنْ كان الله ورسولُه له مُحِبَّيْن.
فقد جمع الله الكريم للحَسَن والحُسَين رضي الله عنهما، الشَّرَفَ العظيم، والحظَّ الجزيل مِن كُلِّ جِهَة، ريحانتا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وسيِّدا شباب أهل الجَنَّة.
وسنذكرُ ما حضرني ذِكْرُه بمكَّةَ من الفضائل، مَا تَقَرُّ بها عَيْنُ كُلِّ مؤمن مُحِبِّ لهما، ويُسْخِنُ الله العظيم بها عَيْنَ كُلِّ ناصبي خبيث، باغض لهما، أبغضَ اللهُ مِنْ أبغضَها).
وقال رحمه الله في " الشريعة" في "باب ذِكْر إيجاب حُبِّ بني هاشم، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين":
¥