تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" المقصود هنا أن المشايخ المعروفين الذين جمع الشيخ أبو عبدالرحمن أسماءهم في كتاب "طبقات الصوفية" وجمع أخبارهم وأقوالهم، دع من قبلهم مِنْ أئمة الزهّاد من الصحابة والتابعين الذين جمع أبو عبدالرحمن وغيره كلامهم في كتب معروفة، وهم الذين يتضمن أخبارهم كتاب "الزهد" للإمام أحمد وغيره، لم يكونوا على مذهب الكلابية الأشعرية، إذ لو كانت كذلك لما كان أبو عبدالرحمن يلعن الكلابية. "

الاستقامة لابن تيمية (1/ 106 - 107)

وقال شيخ الإسلام:

" ولهذا يميزون في أهل الخير والزهد والعبادة بين ثابت البناني والفضيل بن عياض ونحوهما، وبين مالك بن دينار وفرقد السبخي وحبيب العجمي وطبقتهم، وكل هؤلاء أهل خيرٍ وفضلٍ ودينٍ، والطبقة الأولى يدخل حديثها في الصحيح"

الاستقامة لابن تيمية (1/ 202)

قلتُ:

وهذا الحق ليس به خفاء ** فدعنا من بنيات الطريق

الزهاد الأوائل كانوا على السنة، ولم يتسموا إلا بالسنة، أما من أتى بعدهم فإنهم حادوا عن السنة، وتسموا بالصوفية، وغلبت عليهم العقيدة الكلابية الأشعرية!!

وهذا الفرق بين الجنيد وأمثاله من زهاد السلف، وبين ابن عربي والحلاج والشاذلي من زنادقة الخلف!!

والإمام أحمد حذر من بعض الزهاد المتصوفة كحارث بينما لم نجد هذا التحذير البتة من زهاد ساروا على السنة!!

كما أن عين الإنصاف تقتضي التفريق بينهم فهل يوضع مالك بن دينار في صف الفضيل؟!! لا فالطبقة الأولى كانوا من أهل الحديث، والطبقة الثانية بدأ يدب فيهم الضعف ودخول بعض الأخطاء على منهجهم الزهدي!!

فإن الزهاد والعباد انقطعوا لأنواع من العبادات، وترك أصل ما يؤخذ منه العبادة العلم!! لذا فإن طلبوه .. طلبوه للبركة!! ولذا تجد أكثر من يتهم بالكذب هم العباد، نظراً لعدم اهتمامهم بالعلم وطلبه وحفظه وضبطه، فتجد يحيى بن سعيد يقول: " ما رأينا الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" ويقول أيوب السختياني: "إن من جيراني لمن أرجو بركة دعائهم في السحر، ولو شهد عندي على جزرة بقل لما قبلت شهادته" وهذا واضح.

الوقفة الحادية عشر: موقفه من زاهد كان يثني عليه فوجد له كلاماً قبيحاً في وعظه:

قال شيخ الإسلام:

" أن الإمام أحمد ذكر له عن السرى السقطى أنه ذُكر عن بكر بن حبيش العابد أنه قال: لما خلق الله الحروف سجدت له، إلا الألف، فقالت: لا أسجد حتى أُومر. فقال أحمد: هذا كفر"

الاستقامة لابن تيمية (1/ 201)

" ثم إن هذه الحكاية المعروفة عن السرى لما بلغت الإمام أحمد أنكرها غاية الإنكار، حتى توقَّف عن مدح السرى، مع ما كان يذكر من فضله وورعه، ونهى عن أن يذكر عنه مدحه حتى يظهر خطأه في ذلك"

الاستقامة (1/ 205)

قلتُ:

هذا هو أحمد، من ورعه أنه تورع عن الثناء عن هذا الزاهد لما بدر منه، وكم في الصوفية من يقوم فيتكلم بأمور منكرة بدعوى الوعظ والتأثير؟!! وإذ به يصل لمقولات لو اعتقدها أخرجته من الملة؟!!

وتأمل أن الورع والزهد شيء طيب؛ إذا ضبط بعلم وعلى السنة، فالورع لباس وحكم اللباس على أصله لا على مظهره؟!! وهذا لا يفقه إلا السني!!

الوقفة الثانية عشر: موقفه من الشاذ من العلم:

" قال أبو بكر الطَّالقانيّ صاحب ابن المبارك [لأبي عبدالله]: قد روى ابن المبارك عن عمر بن عليّ. فقال: هكذا؟ فقال: نعم. فقال ماذا روى عنه؟ فقال: قال أبنا عمر بن عليّ، عن سفيان بن حسين، عن إياس بن معاوية: إياك والشاذ من العلم.

قال أبو عبدالله: ما كان أحسن عقله –يعني عمر بن علي- "

من سؤالات أبي بكر الأثرم ص (47)

قلتُ:

صدق رحمه الله، ما أحسن عقله، فإننا نرى من يتتبع شواذ العلم؛ بل ورأينا أقواماً يخترعون أموراً ما كانت على عهد رسول الله علم الحقيقة وغيرها .. فإياك والشاذ من العلم، وعليك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ففيها والله الكفاية، فهي أسلم وأعلم وأحكم.

أبو عمر الدوسري

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:09 م]ـ

أبو زرعة:

أحد أعلام الصوفية (الحارث المحاسبي) رحمه الله -وكما بين ابن الجوزي رحمه الله في بشر نقول في الحارث "ولا يهولنك اسمه فالله يعفو عنه"

قال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي:

"شهدتُ أبا زرعة -وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل:

إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنك عن هذه الكتب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير