تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسنقف بإذن الله مع رواية أخرى لحديث الأعرابي الذي تكلمنا عنه قبل ذلك،واليوم مع رواية أخرى لهُ والذي يسمونه (بحديث العتبي)

تعدد روايات الحديث

" لقد ورد حديث توسل الأعرابي هذا في روايات عديدة:

بعضها بلا إسناد، والبعض الآخر بأسانيد مظلمة، كما أن ألفاظها جاءت مختلفة ومضطربة، مع زيادة ونقصان في جميع ألفاظ متونه، وفي جميع رواياته وأسانيده، مما يدل دلالة واضحة صريحة على أن الحديث في جميع رواياته مختلق موضوع، وخبر مكذوب مصنوع، وأن صنعة الكذب والوضع ظاهرة عليه وإنها بينة جليلة واضحة فيه، وضوح الشمس.

وها أنت يا أخي القارئ، اطلعت على الحديث في روايته الأولى لفظاً وسنداً وتعليقاً وتحقيقاً، ولا أخالك إلا مقتنعاً بالنتائج التي تترتب على وضع مثل هذا الحديث، ولعلك تتوق إلى تفصيل الروايات الأخرى التي ورد فيها على نحو ما تم تفصيله في الرواية الأولى … فأهلاً بك يا أخي على صعيد التحقيق والتدقيق … ثم بعد ذلك، نترك لك الحكم على هذه الروايات المتعددة، فيما إذا كانت تصلح للاحتجاج بها، في خلافنا القائم مع القوم هدانا الله وإياهم سواء السبيل.

الرواية الأولى

وهي الرواية الأولى المتقدمة عن أبي الحسن الكرخي بسنده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحاشاه من نسبة هذه الرواية إليه بعد أن تأكدت يا أخي من كذب نسبتها إليه رضي الله عنه وأرضاه.:

"مقتبس من كلام الرفاعي في (التوصّل) 273"

وهذا رابط الموضوع السابق والذي بعنوان:

البروق السنية في كشف أباطيل حديث الأعرابي سنداً وتمناً وقمع أصحاب الاستغاثات الشركية

وكذلك علقنا على الآية التي يحرف معناها بعض أهل البدع ومحبي الاستغاثات الشركية بعنوان:

إتحاف أهل السنة والجماعة بالرد على من استدل على هذه الآية بجواز الاستغاثة

[الموضوع في الأعلى]

والله اسأل أن يشرح صدور أصحاب الأهواء للحق، وأن ينزع من قلوبهم أتباع الأهواء وما عليه الآباء من البدع والانحرافات، ولا يكونوا ممن قال الله فيهم {إن وجدنا آبائنا على ملة}، ولا يصدهم الهوى فيكونوا ممن قال الله فيهم: {أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه، وعلى بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، أفلا تذكرون}

نعم {على علم} يبين له أن ما يستشهد به كذب موضوع، فتأخذه العزة بالإثم، وإتباع ما عليه الآباء بأن لا يتزحزح {فمن يهده من بعد الله} لا أحد! {أفلا تذكرون}

الرواية الثانية

أما الرواية الثانية المشهورة (بحديث العتبي) ويحسن بي يا أخي أن أثبت لك نص هذه الرواية كما وردت في كتاب (الشامل) لأبي منصور الصباغ بلا إسناد!!!! إذ لو كان إسنادها جيد لذكره كما سنبين.

نص رواية حديث العتبي

(كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد جئتك مستغفراً لذنبي، مستشفعاً بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه … فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه …. فيه العفاف وفيه الجود والكرم)

الكلام على متن الرواية

(إن متن هذه الرواية "حديث العتبي" عللاً مشتركة مع الرواية الأولى –رواية أبو الحسن الكرخي- وعللاً أخرى مختلفة، فما توافق منها أحلناك يا أخي على إجابتنا على مثلها في ما سبق من تحقيق الرواية فارجع إليها إن أعوزك ذلك. أما ما اختلف عنها واضطرب، عالجناه وناقشناه على ضوء الشريعة المطهرة:

1 - تقول الرواية الأولى: "قدم أعرابي بعدما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى نفسه فوق القبر وحثا على رأسه من ترابه"

بينما تقول "رواية العتبي": "كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله .. "

فالعتبي هذا:

قال عنه المؤرخون أنه توفي سنة 228هجرية فهل يمكن أن يحضر حادثة وقعت بعدما دفن الرسول بثلاثة أيام؟!! .. فهب أنه عاش مائة سنة، فيبقى بينه وبين الحادثة انقطاع مائة وعشرين سنة فهل يمكن أن يحضر واقعة حدثت قبل أن يخلقه الله بمائة وعشر سنين؟!!

وهل تصح رواية الواقعة عنه؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير