[القرآن الكريم والقراءات الجديدة " ندوة علمية "]
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 - 01 - 07, 03:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، تنظم جمعية البلاغ بالمحمدية، المغرب، ندوة علمية بعنوان " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " وذلك أيام 25/ 27 ربيع الأول 1428 هـ الموافق ل 13/ 15 أبريل 2007 م وذلك بمدينة فكيك بالمغرب الأقصى.
وهذه ورقة تقديمية للندوة، مع رجاء المشاركة الفعلية في فعاليات هذه الندوة، أو المساهمة بالنصح و الإرشاد و التوجيه.
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة: من 32 ـ
الحلقة الثالثة لخدمة القرآن والسنة بفكيك.
القرآن الكريم والقراءات الجديدة
تعرف الساحة الثقافية جدلا كبيرا حول ما يسمى ب " القراءات الجديدة للقرآن الكريم " التي تتدثر بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وإنتروبولوجية، أدت إلى تحريف المعاني القرآنية، وإخراج النصوص عما هو مجمع عليه، فضلا عن تناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومرد ذلك لعدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية.
وليس معنى ذلك أننا نريد حجب هذه المناهج عن مقاربة الخطاب القرآني، بقدر ما نريد بيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
إن كل منهج من المناهج المذكورة آنفا يمكنه أن يسهم في بلورة هذه القراءة المقاصدية، بحيث تمكن الإنسان من الوقوف على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بحسب القدرة البشرية، إي إنها قراءة ذات أبعاد ثلاث:
أ. التلاوة.
ب. التدبر.
ت. التطبيق.
والله تعالى تعبدنا كمسلمين بهذه المستويات الثلاث، ومن ثم فإن القراءة في تصور المسلمين ليست قراءة حرة، بل هي قراءة مقاصدية. ومن هنا نفهم أننا أمام موقفين: موقف يؤمن بأن القرآن كلام الله، المقدس والمعجز، والمتضمن للحق والحقيقة، ومن ثم يتخذه مرجعية له في الحياة. وبين موقف آخر ينظر إلى القرآن كنص بشري ليست له أية خصوصية، وأن هالة القداسة مصطنعة، ومن ثم دعت إلى القطيعة المعرفية مع القراءات الإسلامية التراثية، وحذفت عبارات التعظيم، واستعملت مصطلحات غير المصطلحات الشرعية. فبدل نزول القرآن استعملوا الواقعة القرآنية، وبدل القرآن المدونة الكبرى، وبدل الآية العبارة. وتعمدت الاستشهاد بالقرآن والنص البشري بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى عقلنة النص القرآني، ورفع عائق الغيبية. واعتبار كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربط الآيات القرآنية بالظروف والسياقات الزمنية، بما يعني أن القرآن الكريم ليس إلا نصا تاريخيا. والتذرع بالمناهج الحديثة بدعوى أنسنة القرآن الكريم، لنزع القداسة عنه، والتشكيك في تواتره. مما يخفي وراءه مواقف استعمارية من جهة، وأيديولوجية من جهة أخرى.
والواقع أن الدراسات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها نولدكه في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم، حيث انتهى إلى أن نبوة محد ـ صلى الله عليه و سلم ـ ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية.
وقد تطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينات من القرن الماضي، على أيدي التفكيكيين كجون واسنبرو، وكوك، وكرون الذين يمثلون الاتجاه التفكيكي الداخلي. ولينغ ولوكسنبورج اللذان يمثلان الاتجاه التفكيكي الخارجي.
وعن هؤلاء أخذ أصحاب القراءات الحديثة للقرآن الكريم، من العرب والمسلمين، كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، والمنصف بن عبد الجليل، وعبده الفيلالي الأنصاري، ويوسف صديق، ومحد الشريف فرجاني، وعبد المجيد الشرفي، وطيب تيزيني، وحسن حنفي، وأخيرا الجابري.
إننا نعقد هذه الندوة العلمية لدراسة المناهج الموظفة في القراءات الجديدة للتفسير، وتطبيق هذه المناهج من قبل الباحثين والدارسين المشار إليهم آنفا، وعيا منا بأن المنهج ليس بالضرورة هو التطبيق، ذلك أن الخلفيات الأيديولوجية والسياسية هي التي توجه هذه المناهج، لنصبح أمام إسقاطات تنتهي إلى نتائج مرسومة سلفا. كما أننا نروم الكشف عن إمكانية الإفادة من المناهج الحديثة واستعمالها استعمالا علميا، يراعي خصوصيات القرآن الكريم، دون خلفيات مسبقة، وبهدف الوصول إلى الحقيقة، علما أن الدين لله، وأن معارف البشر نسبية، فاجتهاداتهم محدودة في الزمان والمكان، ولا يمكن بأي حال الادعاء بأنها مراد الله النهائي.
كما أن تبني هذه المناهج وفق شروط موضوعية يمكن المسلمين من فهم تراثهم التفسيري، ومن ثم القدرة على استيعابه واستبطانه وصولا إلى الإبداع، حيث الإضافة العلمية للمجال، واكتشاف نواح جديدة من الإعجاز، وإقامة الحجة على المبطلين والمشككين بما يدعونه من مناهج علمية حديثة.
محاور الندوة:
1 - المناهج الحديثة في مقاربة الخطاب القرآني.
2 - مناهج المفسرين والبلاغيين في دراسة الخطاب القرآني.
3 - الخطاب الديني والخطاب البشري أية علاقة؟.
4 - دراسة تقويمية لأهم القراءات الجديدة للخطاب القرآني.
تنعقد الندوة ـ إن شاء الله ـ أواسط أبريل 2007 م بمدينة فكيك.
اللجنة المنظمة:
1 - عبد الرحمن عبد الوافي.
2 - عبد الهادي دحاني.
3 - أحمد بزوي الضاوي.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥