[الضوء القرآني على كتابة العلوي حول النبهاني]
ـ[حامد تميم]ــــــــ[10 - 12 - 06, 11:11 م]ـ
[الضوء القرآني على كتابة العلوي حول النبهاني]
بقلم عبد القادر بن حبيب الله السندي
المدرس بمعهد الحرم المكي.الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فهذه حلقة ثانية من المقال الذي نشرته مجلة الجامعة الإسلامية الغراء في عددها الصادر الثالث من السنة الثامنة في شهر ذي الحجة لعام 1395ه ديسمبر لعام 1975م, والذي وعدت فيه القراء الكرام بإتمام الموضوع في حلقات مسلسلة, وها أنا مع الموعد المذكور داعيا المولى الكريم سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم، ومنهجه القويم الذي رسمه الله جل وعلا على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم للإنسانية كلها.
وكم كنت سعيدا في هذه الكتابة المتواضعة بأن تكون مناقشي مع إنسان فاضل كريم ينتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبا وصهرا، فوالله إن له في نفسي لمنزلة كبيرة من الناحية المذكورة, وأما الحق فهو واضح بيِّن لا غبار عليه أمام من رزقه الله تعالى فهما ثاقبا، وعلما نافعاً، وبصيرة تامة، ولقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته المكية بصفة خاصة بعد البعثة شارحا هذه الدعوة الكريمة التي لأجلها خلق الله الكون، وبعث الرسل، ولقد ضرب رسول الله عليه وسلم أمثلة رائعة في دعوته السامية أثناء وجوده بمكة والمدينة أثناء أسفاره المتعددة لإعلاء كلمة الله تعالى حتى لقي ربه جل وعلا، فلم يترك خيرا صلى الله عليه وسلم إلا ودلّ الأمة إليه، ولم يترك شرا إلا وحذر الأمة منه فكان أعظم الخير الذي أتي به صلى الله عليه وسلم هو توحيد الله تعالى ذاتا وصفة وعبادة فهو محور أساسي للكائنات كلها تدور حوله جميع أعمال الخير والبر, إن صح هذا الأساس أو البنيان فقد صحت بقية الأعمال, والعكس بالعكس، ومن أعظم الشر الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة هو الشرك بجميع أنواعه الظاهرة والباطنة.
ولقد شرح القرآن الكريم هذين المعنيين وكذا السنة النبوية المطهرة شرحا وافيا وفصّلاه تفصيلا كاملا فلم يتركا المجال لأحد كائن من كان ممّن ادّعى النبوغ في البلاغة والفصاحة أن يخالف هذا الأساس المتين, والبرهان الواضح, والحجة القوية الباهرة {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ_ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ_ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. ولقد ظل النبهاني الذي مدحتموه في رسالتكم مخالفا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته ظاهرا، وباطنا، وأما الظاهر فقد أوضحت ذلك في المقال السابق لكونه تولى تلك المناصب الهائلة ضاربا بأحكام الباري جل وعلا, وأحكام رسوله صلى الله عليه وسلم عرض الحائط, ولم يبال بشيء رادع يردعه عما أقبل عليه وفرح به من تحاكمه وحكمه إلى الطاغوت الكافر اللعين، وأما الباطن فلتَنكُّرِه لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي دعوة التوحيد الخالص, فكتب كتاباً خبيثا لا يزال وصمة عار يحارب فيه أولئك الأمجاد الكرام من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, الذين جدد الله تعالى بهم الدين، وأعلى بهم كلمته, ونشر بهم رسالة نبيه صلى الله عليه وسلم. وا أسفاه على النبهاني وعلى اتباعه الذين يمجدونه ويرفعون ذكره، وحاله معروف واضح أمام من أُعطي أدنى فهم وعلم، ومعرفة في الدين، ولقد زعم النبهاني في كتابه "شواهد الحق" - وهي شواهد الضلال والكفر- أن الآيات القرآنية التي ساقها في التوحيد ونبذ الشرك، إنها لم تكن تشمل المؤمنين الموحدين في نظره، وليست العبرة بعموم اللفظ عنده، وقد خالف في ذلك جهابذة المفسرين, ومع ذلك هو متمكن في اللغة العربية ومتبحر فيها، ها أنا أبدأ بالرد عليه فيما زعم, وحرّف كتاب الله تعالى, مستمدا العون من الباري جل وعلا، والتوفيق والسداد في القول والعمل, مسترشداً في ذلك بما جاء عن الله تعالى، في كتابه الحكيم، وفي صحيح سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, وبأقوال أهل العلم من السلف الصالح رحمهم
¥