تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو بكر الطرطوشي في كتابه: [الحوادث والبدع] ص38 بعد أن ذكر حديث أبي واقد الليثي: (فانظروا رحمكم الله أيضاً أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون البر والشفاء من قبلها، وينوطون بها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط فاقطعوها) أـ هـ.

وقال عبدالرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتابه [الباعث على إنكار البدع والحوادث] ص24: (ولقد أعجبني ما صنعه الشيخ أبو إسحاق الجبيناني رحمه الله تعالى ـ أحد الصالحين ببلاد أفريقية في المائة الرابعة ـ، حكى عنه صاحبه الصالح أبو عبدالله محمد بن أبي العباس المؤدب أنه كان إلى جانبه عين تسمى: عين العافية، كانت العامة قد افتتنوا بها، يأتونها من الآفاق، من تعذر عليها نكاح أو ولد، قالت: امضوا بي إلى العافية فتعرف بها الفتنة، قال أبو عبدالله: فإنا في السحر ذات ليلة إذ سمعت أذان أبي إسحاق نحوها فخرجت فوجدته قد هدمها، وأذن الصبح عليها، ثم قال: اللهم إني هدمتها لك فلا ترفع لها رأساً. قال: فما رفع لها رأس إلى الآن) أ ـ هـ.

فكيف يقول الكاتب بعد ذلك أن في إزالة هذه الأماكن التاريخية اعتداءٌ على مشاعر المسلمين .. واعتداء على التاريخ.

فهل ما ذكرناه من فعل الأنبياء والصحابة والسلف رضي الله عنهم اعتداءٌ على التاريخ وعلى مشاعر المسلمين؟

أم أن بقاء تلك الآثار مع تلك البدع اعتداء على الإسلام والتوحيد الخالص؟؟؟.

وكأن الكاتب ذكر أنموذجاً لهذا التطور حينما ذكر " دار الخيزران" فقال (كما في صحيفة عكاظ 11/ 3/1427هـ): (تدعى هذه الدار بـ "دار الخيزران" نسبة إلى أم الخليفة الرشيد رحمه الله تعالى، وفي التعريف به ورد أن "دار الخيزران" هي دور حول المختبى ملكتها الخيزران أم الرشيد شراءً لما حجت، وتناقلت في يد الملاك إلى أن صارت الآن من جملة أملاك السلطان مراد خان، وفي إتحاف فضلاء الزمن: وفي سنة اثنتا عشرة ومائة وألف عمر إبراهيم بك دار الأرقم، وهي دار البيعة، ومجتمع الصحابة قبل الهجرة، جددها من أساسها إلى فوقها، وجعل فيها قبة عظيمة، وطاجنين، ورمم البيت الشريف وجعل لمبرك ناقته صلى الله عليه وسلم مسجداً، وله محراب صغير خلف المحل الشريف مما يلي الطريق، وعمره من أساسه بالحجر الشبيكي، والشميسي، وجعل على جداره شراريف، وطبطب أعلى سطح الجميع بالنورة). أ ـ هـ.

أهذا المثال الذي ارتضى الكاتبُ أن يذكره؟

هل يريد الكاتب أن يجعل هذا المثال أنموذجاً لبناء الآثار بناءً إسلامياً عصرياً؟!

هل يريد الكاتب أن نبني الآثار الإسلامية ونجعل لها القباب ويفتتن الناس بهذه الأماكن .. والقباب .. والمباني؟

ثم نأتي بالمرشدين الذين يدعون لترك الخرافة ... الخ؟؟.

أهذا المثال الذي ذكره الكاتب هو الذي صنعه الملك عبدالعزيز رحمه الله بتلك الآثار .. فهلا استنطقت التاريخ لترى هل الملك عبدالعزيز يبني القباب ... أو أن التاريخ يشهد بأن الملك عبد العزيز رحمه الله هو الذي قضى على معالم الشرك في هذه البلاد!.

كيف تحيا الأماكن ونحن نرى فيها أهل الضلال وما يحدثونه من تلك الظلمات المتراكمة .. والبدع المتلاطمة .. حتى انقلبت الأوضاع في قلوب أولئك فصار الحق باطلا ... والباطل حقاً والخالق مخلوق، والمخلوق خالق.

وبناءُ ذلك المكان بطراز يبهر النفوس هو دعوةٌ للأعمال الخرافية .. وتأجيج لنار الوثنية في قلوب أولئك الجهَّال.

وكان الأولى بالكاتب أن يكتب عن أسباب القضاء على الشرك في العالم .. لا أن يذكر أسباب إحياء الشرك والبدع والخرافة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 655): (فهذه البقاع التي يعتقد لها خصيصة كائنة ما كانت ـ فإن تعظيم مكان لم يعظمه الشرع شر من تعظيم زمان لم يعظمه، فإن تعظيم الأجسام بالعبادة عندها أقرب إلى عبادة الأوثان من تعظيم الزمان، حتى أن الذي ينبغي تجنب الصلاة فيها، وإن كان المصلي لا يقصد تعظيمها، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى تخصيصها بالصلاة فيها، كما ينهى عن إفراد الجمعة وسرر شعبان بالصوم، وإن كان الصائم لا يقصد التخصيص بذلك الصوم، فإن ما كان مقصوداً بالتخصيص، مع النهي عن ذلك، ينهى عن تخصيصه أيضاً بالفعل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير