سائر المعضلات والمشكلات. لماذا تعرضون عن هذه المحكمات البينات في كتاب الله عز وجل، وتلتقطون المتشابه؟
أرأيتم إلى هذه الآية في كتاب الله عز وجل؟ إنها تنعت الذين لا يبالون لهذا العدو الذي يقتل الأبرياء فيكم، والذي يهدم البيوت على أربابها، والذي يقتنص الحقوق، ويسلب الأرض والعرض، لا يبالي بذلك كله هو مشغول بشيء آخر، مشغول بالنفخ في هذه النار، النار غير موجودة، يوقدها ثم ينفخ فيها، أجل. مشغول بتكفير الأشاعرة، مشغول بإثارة الحديث عن المسلمين، تكفير هؤلاء، تبديع هؤلاء، وجر المسلمين جميعاً إلى ساحة من الخصام والشقاق لا نهاية لها.
* من هم الأشاعرة والماتريدية؟ هم اللسان الناطق والمترجم لعقيدة السواد الأعظم لهذه الأمة، والسواد الأعظم هو ما قد أمر المصطفى ? باتباعه ((عليكم بالسواد الأعظم)) والأحاديث التي تركز على ضرورة اتباع السواد الأعظم من الأمة الإسلامية كثيرة، وقد بلغت فيما ذكره كثير من العلماء إلى درجة التواتر المعنوي. أجل، كلها بألفاظ متنوعة مختلفة تدعوا إلى اتباع السواد الأعظم، لا السواد الأعظم من العالم، وإنما تدعوا إلى السواد الأعظم من المسلمين، الأشاعرة والماتريدية هم الذين قيض الله عز وجل منهم القوة التي قضت على فقاقيع الفرق المبتدعة التي سادت في عصر من العصور ثم بادت بفضله.
* الأشاعرة والماتريدية: هم أتباع ذينك الرجلين الذين عاشا في لب عصر السلف، أجل، والذين قيض الله عز وجل منهم سبيلاً للقضاء على المعتزلة و الجهمية والمرجئة والحشوية والقدرية إلى آخر من هنالك.
* كانت عبارة عن فقاقيع بسيطة كليلة ظهرت كظهور الثآليل على الجسد السوي، فكان من فضل الله ورحمته بهذه الأمة أن قيض الله من هذين الرجلين ما قضى على هذه الفقاقيع وعلى هذه الفرق المبتدعة، وشكرت الأمة الإسلامية جيلاً بعد جيل بعد جيل هذه النعمة التي أسداها الله عز وجل إلى الأمة، ونجد اليوم من لا يشعر بالمصيبة التي حاقت بعالمنا العربي والإسلامي، لا يشعر بالنار التي تلتهم منزل هذه الأسرة الإسلامية، وإنما هو في شغل شاغل متجه إلى وظيفة أقيم عليها، إلى تبديع؛ تكفير الأشاعرة، واستثارة أسباب الشقاق، من لا شيء، من لا شيء أيها الإخوة.
* يكون الإخوة المسلمون في مسجد من المساجد في بيت من البيوت متآلفين متوادين متعاونين، وإذا بواحد منهم يدخل فيهم كأنه يبحث عن شيء خطير، يبدأ ببث أسباب الشقاق والفرقة.
أين الله؟
لابدَّ أن يطرح هذا السؤال، فإن قال قائل: أقول كما قال الله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 67/ 16] هو في السماء وقال: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 43/ 84] وقال: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَما كُنْتُمْ} [الحديد: 57/ 4] وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنا الإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 50/ 16].
أقول كما قال الله. يقول: كفرت، ينبغي أن تقول الله في السماء، في السماء؟ وهذه الآيات الأخرى؟ لا، إنه لا يفقه من الكتاب الذي نزل على محمد ? إلا هذه الآية، لكي يبث الفرقة، لكي يبث الشقاق.
* ما معنى أن الله ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا؟
ينبغي أن يقول: ينزل، يكون فوق العرش فينزل. فإن قال: ينزل بعلمه، برحمته، بقدرته، بلطفه. يقول: كفرت. عطلت كتاب الله عز وجل.
* يسأله سؤال مستفهم: حسناً في أي ساعة ينزل؟ يقول: ينزل قبل الفجر بساعة ونصف. يقول له: حسناً قبل الفجر بساعة ونصف في بلاد الشام هي قبل الفجر بثلاث ساعات أو أربع ساعات في بلدة قريبة أو بعيدة أخرى، وهي قبل الفجر بسبع ساعات في بلد آخر، وهي قبل الفجر بعشر ساعات. إذن ينبغي أن ينزل الله عز وجل في كل لحظة لحظة – حسب الأماكن التي يكون وقت نزوله فيها قبل الفجر بساعة ونصف. قال: نعم.
* قال: فإذن متى يستوي الرب على العرش؟ هو مشغول بالنزول هنا وهنا وهنا وهنا خلال الأربع والعشرين ساعة دون توقف.
* متى يكون الإله مستوياً على العرش؟ لا أقول: يسكت. يخرس. ويقول: مهما يكن الأمر فأنت مبتدع، أنت كافر، أنت كذا.
¥