تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: ? قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليكم من ربكم ? وقال الله جل ذكره: ? ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? وقال الله تعالى: ? وقالت اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون? وقال جلَّت قدرته: ? لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ? وقال سبحانه وتعالى ? لقد كفر الذي قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ?

فهؤلاء الناس كفروا لتبديلهم دينهم، وإلاَّ فدين الأنبياء والمرسلين واحد؛ وهو الإسلام – أي الاستسلام له بالتوحيد، والانقياد له سبحانه بالطاعة، والابتعاد عن الشرك، ومعه الاعتقاد بالقلب، والنطق باللسان والعمل بالجوارح والأركان - قال الله تبارك وتعالى ? بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ? والله سبحانه وتعالى لما أهبط آدم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى الأرض قال: ? قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ?

فالدين أيها المسلمون الذي ارتضاه الله لنفسه هو الإسلام الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل، ولا يقبل الله من أحدٍ ديناً غيره، لا من الأولين ولا من الآخرين، وهو دين الأنبياء وأتباعهم.

فأخبر الله تعالى عن نوح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: ? فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجريَ إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين ? وقال تعالى عن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ? وقال تعالى عن يوسف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? ربِّ آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطرُ السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ? وقال تعالى عن موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين? وأخبر الله عن السحرة أنهم قالوا لفرعون: ? وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين ? وقال تعالى عن بلقيس ملكة اليمن ? ربِّ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ? وقال تعالى عن أنبياء بني إسرائيل ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ? وقال تعالى عن الحواريين ? فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهدوا بأنا مسلمون ? وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث المتفق عليه ((إنا معشر الأنبياء ديننا واحد وأنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي))

فالدين إذن واحد؛ وهو دين الإسلام؛ وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وعبادته تعالى تكون في كل زمان ومكان؛ بطاعة رسله عليهم السلام، قال تعالى: ? وما أرسلنا من رسول إلا ليُطاع بإذن الله ? فدين المرسلين يخالف دين المشركين والمبتدعين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون.

عباد الله! وبهذا الكلام الموجز اليسير؛ أقول:

أن من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً أن يهتموا ويعتنوا بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ويهتموا أيضا ويعتنوا بسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفهمهما على فهم السلف الصالح، وأقل شيء على المسلم أن يتعلمه هو الحلال ويتعرف على الحرام، لألىّ يقع في الحرام بدون علم، وأيضاً يتعلم الهدى ويتعرف على الضلال؛ لألىّ يقع في الضلال وهو لا يعلم، وليتعلم أيضاً الحق، ويتعرف على الباطل؛ لألىّ يقع في الباطل، ويجب أيضاً على كل مسلم أن يعرف الأوامر والنواهي؛ ليعمل بما أُمر، وينتهي عما نُهيَ عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير