الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي و طفرة النظّام
11. قالوا بنفي الأسباب و أن الأسباب غير مؤثرة بنفسها فالنار لا تحرق و السكين لا تقطع و لكن الإحراق و القطع يحصل عندهما!!!!
12. نفوا أن تكون أقدار الله و أفعاله عن حكمة بل عن محض مشيئة مجرّدة!
13. قالوا بأن الإيمان تصديق القلب و إقرار اللسان و أخرجوا العمل من مسمّاه كما هو قول الجهم و مذهب المرجئة.
14. خالفوا مذهب السلف في مسألة التحسين و التقبيح فنفوا أن يكون للعقل أو الفطر دور في هذا الباب بل محض الشرع و جوزوا أن يأتي الشرع بما تستقبحه الفطر و العقول!!
15. خالفوا مذهب السلف في باب النبوات و المعجزات و الفرق بينها و بين خوارق العادات و فعل السحرة و الكهان مما فتح الباب للملاحدة للطعن في الدين.
16. جعلوا من أصول مذهب التأويل و هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى غير ظاهر و حرّفوا النصوص بتأويلها أو ادعاء المجاز فيها و هو صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى آخر غير مراد كل ذلك بدون دليل يوجب صرف اللفظ عن حقيقته أو ظاهره.
17. قالوا بأن مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أعلم و أحكم!
و الحديث عن مخالفتهم لمذهب أهل السنة طويل و لا ريب أن هذه الفرقة من الفرق الضالة التي لا يجوز الانتساب إليها بما قد تقرر من ذكر هذه العقائد الفاسدة و قد قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله "قول الإمام مالك لا تجوز شهادة أهل البدع و أهل الأهواء. أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/ 96) و قد استوعب أهل العلم قديماً و حديثاً الكلام عن عقائد القوم و بيان حقيقة مذهبهم و من أشهرهم الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في عامّة مصنفاته لا سيما "درء التعارض "و "الرسالة التدمرية" و "الصفديّة "و "شرح الأصفهانيّة" و "شرح حديث النزول" و غيرها من المصنفات النافعة و كذلك تلميذه ابن القيم لا سيما في كتابه "الصواعق المرسلة" و يمكن مراجعة "مختصر الصواعق" للموصلي و من أحسن المصنفات و أقربها في هذا الباب رسالة الشيخ د. سفر الحوالي "منهج الأشاعرة في العقيدة"، و رسالة الشيخ د. عبد الرحمن المحمود " جهود شيخ الإسلام في الرد على الأشاعرة " رسالة دكتوراه مقدمة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. كما يمكن الرجوع إلى كتاب "فرق معاصرة تنتمي للإسلام" للشيخ د. غالب عواجي، ....
و بهذا البيان المفصّل أرجو أن يتضح للسائل المراد بفرقة الأشاعرة و مخالفة عقيدتهم لما جاء في رسالة الإمام الطحاوي في العقيدة و المسمّاة بالعقيدة الطحاوية. و نسأل الله للجميع الهداية و التوفيق و أن يمسّكنا بالكتاب و السنّة و هدي سلف الأمّة حتى نلقاه و صلى الله و سلم على محمد.
أجاب على السؤال الشيخ وليد خالد بسيوني حفظ الله قبل عدة سنوات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 - 12 - 06, 11:04 ص]ـ
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:
((مَضَى فِي وَسَط الزَّكَاة مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن أُمَيَّة عَنْ يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بِلَفْظِ " فَلْيَكُنْ أَوَّل مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَة اللَّه فَإِذَا عَرَفُوا اللَّه " وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ الشَّيْخ الَّذِي أَخْرَجَهُ عَنْهُ الْبُخَارِيّ، وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ قَالَ أَوَّل وَاجِب الْمَعْرِفَة كَإِمَامِ الْحَرَمَيْنِ وَاسْتَدَلَّ بِأَنَّهُ لَا يَتَأَتَّى الْإِتْيَان بِشَيْءٍ مِنْ الْمَأْمُورَات عَلَى قَصْد الِامْتِثَال، وَلَا الِانْكِفَاف عَنْ شَيْء مِنْ الْمَنْهِيَّات عَلَى قَصْد الِانْزِجَار إِلَّا بَعْد مَعْرِفَة الْآمِر وَالنَّاهِي، وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْمَعْرِفَة لَا تَتَأَتَّى إِلَّا بِالنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَال، وَهُوَ مُقَدِّمَة الْوَاجِب فَيَجِب فَيَكُون أَوَّل وَاجِب النَّظَر، وَذَهَبَ إِلَى هَذَا طَائِفَة كَابْنِ فَوْرَك، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ النَّظَر ذُو أَجْزَاء يَتَرَتَّب بَعْضهَا عَلَى بَعْض، فَيَكُون أَوَّل وَاجِب جُزْء مِنْ النَّظَر وَهُوَ مَحْكِيّ عَنْ الْقَاضِي أَبِي بَكْر بْن الطَّيِّب وَعَنْ الْأُسْتَاذ أَبِي إِسْحَاق الْإِسْفَرَايِينِيّ أَوَّل وَاجِب الْقَصْد إِلَى النَّظَر، وَجَمَعَ بَعْضهمْ بَيْن هَذِهِ الْأَقْوَال بِأَنَّ مَنْ قَالَ أَوَّل وَاجِب الْمَعْرِفَة أَرَادَ طَلَبًا وَتَكْلِيفًا، وَمَنْ قَالَ النَّظَر أَوْ الْقَصْد أَرَادَ اِمْتِثَالًا؛ لِأَنَّهُ يُسَلَّم أَنَّهُ وَسِيلَة إِلَى تَحْصِيل الْمَعْرِفَة، فَيَدُلّ ذَلِكَ عَلَى سَبْق وُجُوب الْمَعْرِفَة، وَقَدْ ذَكَرْت فِي " كِتَاب الْإِيمَان " مَنْ أَعْرَضَ عَنْ هَذَا مِنْ أَصْله وَتَمَسَّكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {فَأَقِمْ وَجْهك لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا} وَحَدِيث " كُلّ مَوْلُود يُولَد عَلَى الْفِطْرَة " فَإِنَّ ظَاهِر الْآيَة وَالْحَدِيث أَنَّ الْمَعْرِفَة حَاصِلَة بِأَصْلِ الْفِطْرَة، وَأَنَّ الْخُرُوج عَنْ ذَلِكَ يَطْرَأ عَلَى الشَّخْص لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ " وَقَدْ وَافَقَ أَبُو جَعْفَر السِّمْنَانِيّ وَهُوَ مِنْ رُءُوس الْأَشَاعِرَة عَلَى هَذَا وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَة بَقِيَتْ فِي مَقَالَة الْأَشْعَرِيّ مِنْ مَسَائِل الْمُعْتَزِلَة؛ وَتَفَرَّعَ عَلَيْهَا أَنَّ الْوَاجِب عَلَى كُلّ أَحَد مَعْرِفَة اللَّه بِالْأَدِلَّةِ الدَّالَّة عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ لَا يَكْفِي التَّقْلِيد فِي ذَلِكَ اِنْتَهَى))
¥