ـ[عبدالله الراجحي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 04:27 ص]ـ
في كلامك مغالطات عديدة
1 - فالامام الذهبي صنّف كتابه العلو في الرد على الاشاعرة المتأخرين , و هذا ما لا ينكره الا مكابر ,. و الا فأين الجهمية في عصره ان لم يكونوا هم الاشاعرة؟؟؟
و من المعلوم ان التاج السبكي أغلظ على شيخه بعد وفاته , و أساء الأدب معه لانه رد على عقيدتهم , فلو لم يقصد الامام الدهبي الاشعرية بكتابه فلماذا يغضبُ منه الاشعرية كالتاج و غيره؟؟؟
اما قولك انه انكر لفظة بذاته , فهذا لأنه لم يرد عن السلف , و هذه اللفظة قال بها ائمة السنة لما جاء المعطلة و نفوا كون الله على عرشه وانه عال عليه بالقهر فقط ألزمهم أهل السنة بأنه فوق العرش بذاته واكثر من صرّح بذلك هم ائمة المالكية كابن ابي زيد القيرواني و ابن موهب و غيرهما كثير , فهذا ارغام للمبتدعة الذي ينفون كون الله على عرشه , وهذا نظيرُ قولِ السَّلف عن القرآن إنَّه غيرُ مخلوقٍ لمَّا وُجد من يقول: إنَّه مخلوقٌ. و الذهبي رحمه الله انكر هذه اللفظة لا لأنه ينكر علو الله تعالى على عرشه , بل لانها زائدة , ولذلك قال بعد ان ذكر جمعا من ائمة السنة ممن قالها:
(والله تعالى خالق كل شيء بذاته ومدبر الخلائق بذاته بلا معين ولا مؤازر
وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول الرحمن على العرش استوى وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام)
و الامام الذهبي لم يصنف كتابه العلو لانه الاشعرية انكروا علو القهر كما تحاول ان توحي بذلك , بل صنفه لانهم انكروا علوه تعالى على عرشه
و هل قول جمع من الائمة: بذاته فيه اثبات صفة جديدة؟؟ الجواب قطعا: لا!!!
فقول ائمة السنة: الله على عرشه , اثبات للعلو , كقولهم تماما: على عرشه بذاته!!
و ما قالها هؤلاء رحمهم الله الا اثباتا و ارغاما لمّا تؤولها من المبتدعة!!!
اما قولك: (فكانوا يرون صد هذه البدع بالتأويل حتى لايقع في قلب العامي التجسيم)
فهذا مداهنة كبيرة منك في الدفاع عن عقيدتهم المهترئة!!! فهل صد السلف هجمة الجهمية بأن الله في كل مكان , بأنه لا داخل العالم و لا خارجه؟ ام بأنه فوق عرشه و ان رغمت انوف المبتدعة؟؟؟
و قولك: (فالأشاعرة ينفون العلو الحسي المكاني ويثبتون العلو المطلق بلاجهة وهو علو القهر وأما علو الذات المكاني فلايثبتونه)
ما هو العلو الحسي المكاني؟؟ هل هو كونه تعالى على عرشه؟؟ ان قصدت ذلك فالاوائل من الاشاعرة يثبتونه و ما اتيت به من كلام الباقلاني لا يسعفك في شيء!!!!
فالبيهقي مثلا يؤمن بأن الله على عرشه بخلاف المتأخرين من الاشاعرة!! و الا فهل قوله: (وليس معنى قول المسلمين: إن الله استوى على العرش، هو أنه مماس له، أو متمكن فيه، أو متحيز في جهة من جهاته، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به، ونفينا عنه التكييف، إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) هل يعني هذا الكلام ان الله قاهره؟؟؟ البيهقي من مثبتي الاستواء بخلاف المتأخرين و الا ما فائدة قوله: بلا مماسة و لا متحيز فيه بل بائن من خلقه و هو يعتقد ان الله قاهره فقط؟؟؟ هو يثبت علو الله على عرشه!!! بل ان قوله بائن من خلقه يعني انه في جهة عند الاشعرية
فإن قلتَ: ما الدليل على التفريق بين المتقدمين من مثبتي العلو و المتأخرين؟؟؟
قلتُ:
الدليل كلام البيهقي:
قال:
(وفيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور بن أبي أيوب أن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة، ومعناه أن الرحمن غلب العرش وقهره، وفائدته الإخبار عن قهره مملوكاته، وأنها لم تقهره، وإنما خص العرش بالذكر لأنه أعظم المملوكات، فنبه بالأعلى على الأدنى، قال: والاستواء بمعنى القهر والغلبة شائع في اللغة، كما يقال: استوى فلان على الناحية إذا غلب أهلها، وقال الشاعر في بشر بن مروان: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق يريد: أنه غلب أهله من غير محاربة. قال: وليس ذلك في الآية بمعنى الاستيلاء، لأن الاستيلاء غلبة مع توقع ضعف، قال: ومما يؤيد ما قلناه قوله
¥