والعجبُ ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله:"ثم استوى إلى السماء"، الذي هو بمعنى العلو والارتفاع، هربًا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه -إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك- أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها - إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر. ثم لم يَنْجُ مما هرَب منه! فيقال له: زعمت أن تأويل قوله"استوى" أقبلَ، أفكان مُدْبِرًا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أنّ ذلك ليس بإقبال فعل، ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال. ثم لن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله. ولولا أنا كرهنا إطالة الكتاب بما ليس من جنسه، لأنبأنا عن فساد قول كل قائل قال في ذلك قولا لقول أهل الحق فيه مخالفًا.)
فقوله: (كقول القائل استوى فلان على سريره يعني به علوه عليه)
دليل عن انه يرى علو ذات الرجل على السرير , و لا يعني طبعا قهره للسرير فهذا لا يقول به عاقل!!!!!
فإذا تحققت من ذلك , فاعلم ان علو الله تعالى على عرشه ليس كعلو احد من خلقه بل هو علو خاص عليه سبحانه و تعالى (فليس كمثله شيء و هو السميع البصير)
ثم:
علمنا من كلام الحافظ ابن جرير انه يقصد علو الذات بما ساقه من مثال , فبَطُل قولك
ثم:
قول الحافظ ابن جرير: (والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: {ثم استوى إلى السماء} الذي هو بمعنى العلو والارتفاع هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم كذلك أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر)
موجه بالاساس للمعطلة!! و لعل الاشاعرة يسمعون كلام الطبري رحمه الله , فمن العجب ان تنكروا هداكم الله المعني المفهوم من كلام العرب في علو الله على السماء , خوفا من الزامكم بلوازم باطلة!!!
و هذا معروف بالضرورة
و لا يلزم اهل السنة اي لوازم باطلة من ذلك
و الامام الطبري رحمه الله يقرُّ ان الله على عرشه فوق سماوته فقال رحمه الله:
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع)
و هذا الكلام منه رحمه الله ردٌّ على الجهمية الزاعمين ان الله تعالى في كل مكان ,
و لهذا فإن السلف رحمهم الله ردّوا على الجهمية القائلين ان الله في كل مكان بأنه تعالى على عرشه فوق سماواته
فلماذا قالوا لهم ذلك لم يقولوا لهم: انه لا داخل العالم و لا خارجه؟؟؟
و من المعلوم ان الجهمية يقصدون ان ذاته تعالى في كل مكان , و كلام السلف مضاد لهم بأنه تعالى على عرشه فوق سماواته اي انه علو ذات!! لا علو قهر فقط كما تدّعي!
فلهذا لم يقولوا هذه اللفظة لانه معلوم لديهم ذلك , فلم تدخل العجمة بهذه الكثرة كما في الازمان التي تلتهم , و هذا دليل ان السلف يعتقدون علو ذاته تعالى لا علو القهر فقط!!
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:34 م]ـ
قال البيهقي:-معلقا- وإنما أراد به والله أعلم فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف وتكييفه يقتضي تشبيهه له بخلقه في أوصاف الحدوث ا. هـ
لم تفهم مراد البيهقي رعاك الله ولم أشرحه لظني أن الكلام مفهوم
أراد الإمام بكلامه الصفات الخبرية لأن تفسيرها بالمعاني اللغوية كصفة اليد لو فسرت بالجارحة مثلا
فإن هذا يؤدي إلى التكييف لصفة اليد لله بأن لها صورة وكيفية معينة وهذا يؤدي إلى تشبيه الله بخلقه لأن الجارحة إنما هي صفة المخلوق والخالق منزه عنها ..
أظن الكلام مفهوم!
ٍ
سبحان الله!
الكلام واضح هداك الله!!
هو يتكلم في التفسير المؤدي الى التكييف كالقول بأن: يده تعالى من كذا و كذا , او تكييفها بكيفية معينة , فهذا المقصود من التفسير
اما المعنى اللغوي فلا تدخل فيه الجارحة , لانها زائدة عن اصل المعنى اللغوي , بل هي تدخل ضمن التكييف لا المعنى اللغوي , فتنبه هداك الله!
ـ[فيصل]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:27 ص]ـ
بسم الله توكلنا على الله
قال الأخ الفاضل النبيه الأزهري السلفي:
أخشى على وقتي ووقتك، وأخشى على دينك من أمرين:
الأول: أنك لم تضبط قول مخالفك، فتأتي الردود خارج محل النزاع، فيهدر الوقت ويضيع.
¥