أقول: كلام الطبري هذا أورده في تفسير آيه ((ثم استوى إلى السماء)) وقد أوضح معنى الاستواء عموماً ثم شرع في مناقشة من يقول أن الاستواء إلى السماء لا يجوز أن يكون معناه الارتفاع والعلو لان هذا يلزم منه أن يكون تحتها قبل أن يستوي إليها ثم أن هذا المعترض قال ما هو من جنس ما أنكره فقال إن معنى استوى إلى السماء اقبل إليها وأوضح الطبري بطريق الإلزام أن هذا التفسير يقال فيه ما يقال في الارتفاع والعلو فإن تأول هذا التفسير بمستنكر وهو أن إقباله إقبال تدبير لا بفعل فليقله بمثله هناك ابتداء والسلام وفيه إبطال تفسيره على مذهب الخصم وهذا الإلزام واضح مغزاه والإمام من مثبته العلو كما هو معلوم وقد نقل محمد بن الحسن الحضرمي المالكي كما نقلنا قريباً ونقله القرطبي ولم يتعقبه أن الطبري من مثبته علو الذات فوق العرش وقد نقل الفاضل المقدادي قوله (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع)
وبفرض-أي على التنزل- أن الطبري معاصر الأشعري خالف الحق في الإستواء فليس فيه دليل على نفيه للعلو إذا الإستواء علو خاص وهي صفة فعلية خبرية وكثير من أئمة الأشعرية رغم إثباتهم للعلو إلا انهم يتأولونه على خلق فعل اسمه الاستواء حذار مسألة قيام الأفعال به. والله الموفق
وقال الاخ الراجحي: قال اللغوي الزجاج أحد مشاهير ... تفسير أسماء الله الحسنى 48
أقول: اعترف المحقق أحمد الدقاق بتلاعب المعتزلي ناسخ الكتاب بنص الكتاب بالإضافة والتعليق وقد استباح هذا الناسخ لنفسه -كما يقول المحقق- أن يمزج كلامه بكلام الزجاج ينظر المقدمة ص5 والعجب ممن يترك كلام السلف الواضح الصريح ويتعلق بأمثال هذا.
[التحسين والتقبيح]
وقد نقل الأخ ابن خميس كلاماً جميلاً عن التطور الذي حصل للمذهب في مسألة التحسين والتقبيح ومنها التقسيم الثلاثي الذي نص بعض المتخصصون بأن أول من قاله في المذهب الأشعري هو الفخر الرازي رغم أن الرازي قبل ذلك كان يتابع شيوخه على المسألة لكنه قلب عليهم ظهر المجن بل وسفه فهمهم لكلام المعتزلة، والأخ بدلاً من أن يعلق على هذا غرد خارج السرب كالعادة بالقص واللزق.
قال: عموما حتى تفهم المسألة عند الأشاعرة سأنقل لك ماقاله بعضهم في مسألة التحسين والتقبيح ... إلخ
[الأدلة اللفظية لا تفيد اليقين]
وقد نقل ابن خميس عن المعلمي بان القول بان الأدلة اللفظية -في الكتاب والسنة- لا تفيد اليقين هو من قول المتأخرين وهو في الحقيقة من طوام الفخر الرازي ومن مخترعاته وقد اشترط لدلالتها شروطاً عشرة يستحيل تحقق بعضها منها عصمة رواة مفردات الألفاظ!! وبدلاً من أن يتكلم بهذا تكلم الاخ عن خبر الآحاد!
قال: خبر الآحاد يفيد الظن فقط وهو مذهب الإمام أحمد وأكثر العلماء ... إلخ
هذا والله اعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 07, 02:39 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله في أخينا الحبيب الشيخ فيصل، ونفعنا به وبتحريه وتحريره ..
ـ[فيصل]ــــــــ[06 - 01 - 07, 03:19 م]ـ
وفيك أخي الحبيب وصاحبك ليس بشيخ بل ليته يكون طويلب علم، نسأل الله التوفيق لما فيه مرضاته والإخلاص له في القول والعمل
ـ[مهداوي]ــــــــ[06 - 01 - 07, 03:42 م]ـ
نعم طالب العلم أنت يا فيصل .. جزاك الله عنا كل خير
ـ[حسام الدين بو خالد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 08:21 ص]ـ
أخي عبد الله بن خميس
ما هكذا تورد الإبل!
نحن نقرأ الحوار لكي نستفيد فلا داعي للشدة، لا تضيع الحق الذي معك بحدة في النقاش،
اتمنى أن يتسع صدرك وصدر أخي فيصل لهذه النصيحة