تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثاني: قوة في الحجة ووضوح في البيان وهذا بخلاف من نقد المنطق لكونه مدخلاً للفلسفة ومدخل الشر شر، أو لكون المنطق لم يعرفه الصحابة والتابعون والسلف الصالح، أو لأجل حدوث مصطلحاته، فابن تيمية يبين حجته في نقده ويوضح قوله لا لمجرد هذه الاعتبارات فقط.< o:p>

الرابع: ذكره لآثار المنطق والتنبيه عليها، فإنه لما ذكر خطأ المناطقة في الماهيات، وأنها إنما تتركب من الذاتيات وكونها سابقة على وجودها، ذكر ما ترتب على هذا من أغلاطهم كشبهة التركيب في نفي الصفات، ومسألة الألفاظ التي تطلق على الخالق وعلى العبد هل هي مقولة بالتواطؤ أم بالاشتراك؟ وغيرها من المسائل، ولما ذكر خطأهم في الكليات من جهة قولهم بوجودها في الخارج، وكونهم لم يفرقوا بين الوجود الذهني والوجود الخارجي ذكر ما ترتب على قولهم هذا من أغلاط كمسألة الأحوال ومسألة حقيقة وجود الله، وكون الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وذكر أثره في بعض مسائل أصول الفقه، كمسألة الواجب المخير، ومسألة الأمر بالشيء المطلق هل هو أمر بكل جزئياته أم لا؟ وغيرها من المسائل، ولهذا فإنه لما ذكر القول الصحيح في وجود الكليات وأن وجودها وجود ذهني قال: «وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم، فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه، كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس، حتى في وجود الرب تعالى …… ومن علم هذا علم كثيرًا مما دخل في المنطق من الخطأ في كلامهم في الكليات والجزئيات …، وما ذكروه من الفرق بين الذاتيات واللوازم للماهية، وما ادعوه من تركيب الأنواع من الذاتيات المشتركة المميزة التي يسمونها الجنس والفصل، وتسمية هذه الصفات أجزاء الماهية، ودعواهم أن هذه الصفات التي يسمونها أجزاء تسبق الموصوف في الوجود الذهني والخارجي جميعًا، وإثباتهم في الأعيان الموجودة في الخارج حقيقة عقلية مغايرة للشيء المعين الموجود، وأمثال ذلك من أغاليطهم التي تقود من اتبعها إلى الخطأ في الإلهيات» < SUP>([66] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn66)).

الخامس: ذكره للبديل عن المنطق في الحد وفي القياس، وهو ما يسمى بالجانب الإنشائي عند ابن تيمية، فإن ابن تيمية لم يكن نقده للمنطق نقدًا مجردًا، بل كان نقدًا وبِنَاءًا في نفس الوقت، فقد استطاع ابن تيمية أن ينثر في كتابه "الرد على المنطقيين" وغيره من كتبه قواعد وأصول تكوِّن بمجموعها نظرية علمية في المنطق من الحدود والأقيسة والاستدلال وطرقه وأقسامه، وقواعد في طبيعة المعرفة البشرية المطلوبة، وهذه الجهة في التميز أشاد بها علي سامي النشار، فإنه يعتبر من أول من تنبه لها، ولهذا قسم نقد ابن تيمية للمنطق إلى جانب هدمي وإلى جانب إنشائي< SUP>([67] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn67))، وممن أشاد بهذا الجانب عند ابن تيمية طه عبدالرحمن، فإنه قال عن ابن تيمية: «أتى بنظرات في المنطق تستحق أن نقف عندها، ونعطيها حقها من التحليل، إن عطاءه في المنطق أكثر تجديدًا من كل عطاءات المناطقة الذين تقدموه» < SUP>([68] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn68)).

وقد حرص ابن تيمية في بنائه لنظريته في المنطق سواء في الحدود أو الأقيسة على عدّة أمور: < o:p>

الأول: حرصه على ربط هذه النظرية بفطر الناس وعقولهم وتعاملهم في حياتهم، فقد لاحظ هذه الأمور في بناء فكره وتصوره.< o:p>

الثاني: حرصه على بيان قدر عدد القائلين ببعض الأفكار التي قررها، ولهذا لما ذكر أن حقيقة الحد هي التمييز فقط ذكر أن هذا القول هو قول نظار المسلمين من المتكلمين وغيرهم، بل ذكر أنه قول اليهود والنصارى والمجوس< SUP>([69] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn69)).

الثالث: حرصه على بيان مفارقة الأفكار التي قررها لطريقة المنطق الأرسطي سواء في الحقيقة أو في الطريقة أو في الآثار والنتائج.< o:p>

الرابع: حرصه على ربط طريقته بنصوص الكتاب والسنة، واللغة المنقولة عن العرب.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير