تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إشكالات وإجابات أوردها الشيخ العثيمين في شرحه الواسطية]

ـ[خالد البحريني]ــــــــ[29 - 12 - 06, 12:25 ص]ـ

إشكالات وإجابات أوردها الشيخ العثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية

جمع وترتيب/ عبد الله بن حميد الفلاسي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول العالمين، أما بعد:

أضع بين أيدي أخوتي طلبة العلم - وفقني الله وإياهم للعلم النافع والعمل الصالح- بعض الإشكالات التي أوردها الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة الواسطية مع الإجابة عليها، لما في هذه الإشكالات والإجابات من فوائد عظيمة تعين طالب العلم في الرد على أهل الأهواء والبدع.

والله ولي التوفيق:

الإشكال الأول [1/ 21]

الجمع بين انفراد الله بالخلق وإثبات الخلق لغير الله

فإن قلت: كيف تجمع بين ما قررت (أي: انفراد الله بالخلق) وبين إثبات الخلق لغير الله، مثل قوله تعالى: ((فتبارك الله أحسن الخالقين)) [المؤمنون: 14]، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: "يقال لهم أحيوا ما خلقتم" ومثل قوله تعالى في الحديث القدسي: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي"، فكيف تجمع بين قولك: أن الله منفرد بالخلق، وبين هذه النصوص؟

فالجواب:

أن يقال: إن الخلق هو الإيجاد، وهذا خاص بالله تعالى، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى، فإنه ليس بخلق حقيقة، وإن سمي خلقاً باعتبار التكوين، لكنه في الواقع ليس بخلق تام، فمثلا: هذا النجار صنع من الخشب باباً، فيقال: خلق باباً لكن مادة هذه الصناعة الذي خلقها هو الله عز وجل، لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبداً، ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذباباً.

واستمع إلى قول الله عز وجل: ((يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)) [الحج: 73].

((الذين)): اسم موصول يشمل كل ما يدعى من دون الله من شجر وحجر وبشر وملك وغيره، كل الذين يدعون من دون الله ((لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له)) [الحج: 73]، ولو انفرد كل واحد بذلك، لكان عجزه من باب أولى، ((وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه)) [الحج: 73]، حتى الذين يدعون من دون الله لو سلبهم الذباب شيئاً، ما استطاعوا أن يستنقذوه من هذا الذباب الضعيف، ولو وقع الذباب على أقوى ملك في الأرض، ومص من طيبه، لا يستطيع هذا الملك أن يستخرج الطيب من هذا الذباب، وكذلك لو وقع على طعامه، فإذاً الله عز وجل هو الخالق وحده.


الإشكال الثاني [1/ 23]

الجمع بين انفراد الله بالملك وإثبات الملك لغير الله

فإن قلت: كيف تجمع بين قولك: إن الله منفرد بالملك وبين إثبات الملك للمخلوقين، مثل قوله تعالى: ((أو ما ملكتم مفاتحه)) [النور: 61] ((إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم)) [المؤمنون: 61]؟ فالجواب:

أن الجمع بينهما من وجهين:

الأول: أن ملك الإنسان للشيء ليس عاماً شاملاً، لأنني أملك ما تحت يدي، ولا أملك ما تحت يدك والملك ملك الله عز وجل، فمن حيث الشمول: ملك الله عز وجل أشمل وأوسع، وهو ملك تام.

الثاني: أن ملكي لهذا الشيء ليس ملكاً حقيقياً أتصرف فيه كما أشاء، وإنما أتصرف فيه كما أمر الشرع، وكما أذن المالك الحقيقي، وهو الله عز وجل، ولو بعت درهماً بدرهمين، لم أملك ذلك، ولا يحل لي ذلك، فإذا ملكي قاصر وأيضاً لا أملك فيه شيئاً من الناحية القدرية، لأن التصرف لله، فلا أستطيع أن أقول لعبدي المريض: ابرأ فيبرأ، ولا أستطيع أن أقول لعبدي الصحيح الشحيح: امرض فيمرض، لكن التصرف الحقيقي لله عز وجل، فلو قال له: ابرأ، برأ، ولو قال: امرض. مرض، فإذا لا أملك التصرف المطلق شرعاً وقدراً، فملكي هنا قاصر من حيث التصرف، وقاصر من حيث الشمول والعموم، وبذلك يتبين لنا كيف كان انفراد الله عز وجل بالملك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير