تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما التدبير، فللإنسان تدبير، ولكن نقول: هذا التدبير قاصر، كالوجهين السابقين في الملك، ليس كل شيء أملك تدبيره إلا على وفق الشرع الذي أباح لي هذا التدبير. وحينئذ يتبين أن قولنا: "إن الله عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير": كلية عامة مطلقة، لا يستثنى منها شيء، لأن كل ما أوردناه لا يعارض ما ثبت لله عز وجل من ذلك.


الإشكال الثالث [1/ 51]

الجمع بين إفراد الله بالألوهية وإثبات الألوهية لغير الله

إذا قال قائل: كيف تقرونها (أي شهادة أن لا إله إلا الله) مع أن الله تعالى يثبت ألوهية غيره، مثل قوله تعالى: ((ولا تدع مع الله إلهاً آخر)) [القصص: 88]، ومثل قوله: ((ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به)) [المؤمنون: 117]، ومثل قوله: ((فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء)) [هود: 101]، ومثل قول إبراهيم: ((أئفكاً آلهة دون الله تريدون)) [الصافات: 86] .. إلى غير ذلك من الآيات، كيف تجمع بين هذا وبين الشهادة بأن لا إله إلا الله؟

فالجواب:

أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة، مجرد تسمية، ((إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان)) [النجم: 23]، فألوهيتها باطلة، وهي وإن عبدت وتأله إليها من ضل، فإنها ليست أهلا لأن تعبد، فهي آلهة معبودة، لكنها آلهة باطلة، ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل)) [لقمان: 30].

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير