تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسئلة قادت المنصفين من المتصوفة إلى الحق]

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 01 - 07, 07:22 ص]ـ

إنَّ الحمد لله نحمده و نستعينه، و نستغفره ونستهديه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، وصفيه من خلقه و خليله، بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمَّة وجاهد في الله حق جهاده.

أمَّا بعد فإنَّ فسادَ مذهب الغلاة من أهل التصوف لا يحتاج في تبيانِه إلاَّ إلى معرفة ذلك المذهب، لأنَّ جُلَّه ومعظمَه ممَّا تأباه النفوس السليمة و تنفر منه الفِطَر الصحيحة، و تمجُّه الأذواق، وتنبو عنه الأسماع، و ليُعلم أن المراد من هذا البحث ليس أهل "التصوف" الحق المرادف لمعنى "الزهد"، و إنما ما شاع و ذاع في بلاد المسلمين من تلبُّسِ كثير من المتصوفة بالبدع و الضلالات و العقائد الفاسدة، و سيأتي بيانها.

و إن المرء ليعجب من تمكين القوى الاستعمارية للتصوف و أصحاب الطرق و توطئتها للخرافة في العالم الاسلامي في هذا العصر: ـ عصر الإنجازات العلمية ـ في وقتٍ نحن أحوج ما نكون فيه إلى المنطق العلمي و أساليب التقنية الحديثة، و ما ذلك التمكين من أعداء الإسلام لدعاة التصوف إلاَّ لسببين رئيسيين هما:

1ـ أن التصوف الباطل كما هو معلوم يئِدُ روح الجهاد في المسلمين، و يخذِّل المسلمين عن مجابهة عدوِّهم الفعلي.

2ـ أن التصوف هو قنطرةٌ للتشيُّع، و معلوم أنَّ الرافضة ـ مذ كانوا ـ و هم عملاءُ لكلِّ عدوٍّ للاسلام و المسلمين، بل هم كما سمَّاهم شيخ الاسلام ابن تيمية "حمير النصارى" يركبونهم للنيل من الاسلام و أهله، كما هو ماثلٌ للعيان في هذا العصر.

و لذلك فسوف أوجِّه عدة أسئلة لصوفية هذا العصر، لعلَّنا نجد في إجاباتهم شيئاً يفسِّر لنا بعض ما هم عليه من الباطل، و هذه الأسئلة هي رؤوس أقلام فقط، و سأكتفي منها بثلاثين فقط، مع أنَّه بالإمكان الزيادة من الأسئلة بقدْرِ ما أحدثوا من البدع، و لعلَّ الاخوة يزيدون في تلك الأسئلة ما هو أحرى بالتوجيه و أجدر بالطرح، فأقول ـ و بالله المستعان ـ:

1ـ هل الدين كامل بإكمال الله عز وجل له؟، أم يحتاج إلى أن يزيد الصوفية عليه ما أحدثوه من و البدع و الزيادات؟.

2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك؟.

3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟.

4ـ هل الدين يأمر بالكسل و اتخاذ الزوايا و التكايا و ترك العمل؟.

5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة؟ و الله عز و جل يقول:

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]

6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع؟

و إن كانت واحدة فليست احداهن بأولى من الباقي، فما الدليل المخصِّص لها؟ و على فرض أن الناجية واحدة فباقي الطرق لا تسلِّم لها بذلك.؟

7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم.

8ـ ما قول الصوفية في عقيدة النور المحمدي حيث أنها تقتضي الاعتقاد بوحدة الوجود ـ و كذلك عقيدة الانسان الكامل ـ لعبدالكريم الجيلي ـ.

9ـ ما قولكم في الخرافات و الخزعبلات التي ينضح بها كتب الصوفية مثل طبقات الشعراني (قصة الشيح وحيش، و السيد البدوي ـ؟)، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلك الكتب!،و هل تلك الكتب أولى بالقراءة من كتاب الله عز و جل و سنة رسوله؟.

10ـ ما قولكم في الشركيات التي تنضح بها كتب الصوفية، فإن كنتم تعتقدونها هلكتم، و ان لم تكونوا تعتقدونها فتبرؤوا من تلكم الكتب!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير