أ ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم.
ب ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة.
فلذلك فقد استخدموا دعاة التصوف لنشر التشيع في العالم الاسلامي مع العلم أنَّ ارتباط التصوف بالتشيع ارتباط قديم، فمنذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هو التصوف [نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد]، و قد ألَّف في هذا المعنى العالم الشيعي مصطفى كامل الشيبي كتابه المشهور: (الصلة بين التصوف و التشيع).
واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور:
أَ ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى.
بَ ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال،والإيمان بوحدة الوجود، و غير ذلك.
جَ ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده، فمن اعترض على شيخه حُرِم، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة.
كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها، وارجع في ذلك إلى كتاب (الصلة بين التصوف و التشيع) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي.
دَ ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة.
* ـ و قد كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف.
ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور.
ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد.
ـ و في حضرموت مع أن أكثر أهلها ـ و لله الحمد ـ من أهل السنة و الجماعة فقد استغل الرافضة قبل أكثر من ثلثي قرن ما اقترن بعهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة من محاربة لتدريس العلم الشرعي، فأسَّسوا مدرسةً صوفيةً تميل إلى الرفض، و قد نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل)، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح.
*ثمَّ خرج من ضئضئِه مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة:
1ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية.
2ـ نشر التصوف و الخرافات و الأساطير و الرموز و الاصطلاحات الصوفية،وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب "الطبقات" و غيرهم، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم.
3ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل.
¥