الهند في ذلك الزمان (الملك أكبر) لرفضه البدعة التي أتى بها وكاد يقتل ولكن موت ذلك الملك وكون من أتى بعده غير موافق على هذه البدع أدى لإطلاق سبيله وعودته إلى مقارعة أهل البدع والضلالات
2ـ هل أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بل صحابته باتخاذ الطرق؟، أم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك؟.
لم يأمر نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك ولن تجد أحداً يدعي ذلك - ولكن الطرق غير المنحرفة لا تعدو كونها مجموعات عمل تحث بعضها على التواصي بالحق والصبر والذكر والزهد وتحرك الحماس للذكر وطلب العلم وتحض عليه وعلى مكارم الأخلاق ولا تدعي التميز عن المسلمين أو الانفصال عنهم كما لا تنافرهم وتحاربهم ولا تجبرهم أن ينضووا تحت جناحها
3ـ هل كان السلف و الصحابة الكرام على منهج المتصوفة في اتخاذ الطرق؟.
كانوا يتواصون بالحق والصبر وينهلون جميعاً من منهل القرآن العذب والسنة الطاهرة وكانوا يحض بعضهم بعضاً على الذكر والعبادة والجهاد والإنفاق وكانوا يسيرون على منهج ويتجمعون للعبادة ومن أشهر هذه الأحوال ما صنعه عمر رضي الله عنه في جمع الناس لصلاة التراويح والقيام في رمضان رغم عدم ورود تخصيص لذلك العمل بهذه الطريقة والأسلوب عن النبي صلى الله عليه وسلم
4ـ هل الدين يأمر بالكسل و اتخاذ الزوايا و التكايا و ترك العمل؟.
لا بل العكس هو الصحيح - أدعوك لقراءة كتاب "ربانية لا رهبانية" للشيخ أبو الحسن الندوي لترى أن طلبة العلم في الزوايا ليسوا على ما تظن من الكسل وترك العمل بل كانوا يساهمون بفعالية في خدمة مجتمعهم والعمل المفيد النافع لخير الدنيا والآخرة - ومن شذ عنهم في العصور اللاحقة هو المبتدع والكسل هو بدعته
5 ـ هل الدين يأمر بالتشرذم و التفكك و الافتراق؟ و لماذا اتخاذ الطرق المختلفة؟ و الله عز و جل يقول:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]
لا - الدين لا يأمر بذلك والطرق المختلفة مجموعات عمل مدارها على الشرع الإسلامي وميزان تقييمها والحكم عليها هو الكتاب والسنة فمن حاد عنهما ولو شعرة أو اتخذ لهما بديلاً فإنه يرفض هو وبديله مهما أظهر نفسه أنه على الحق أو ادعى أن البديل عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم أتاه بإلهام إلهي أو كشف رباني - فنحن لا نؤمن بوحي إلا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الحق من ربنا - وعسى الله أن يكفر عنا سيئاتنا ويصلح بالنا
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[27 - 03 - 07, 06:05 م]ـ
6ـ هل جميع الطرق على سبيل نجاة أم واحدة؟ فإن كانت كلها ناجية فما معتى تخصيص واحدة بالاتباع؟
و إن كانت واحدة فليست احداهن بأولى من الباقي، فما الدليل المخصِّص لها؟ و على فرض أن الناجية واحدة فباقي الطرق لا تسلِّم لها بذلك.؟
الطرق ليست أدياناً مختلفة - حتى تلك التي تحتوي البدع منها لا تقول بذلك بل تنتمي إلى الإسلام وإلى عموم المسلمين - فلماذا سوء الظن العام الذي ينفر المسلمين ويقبض قلوبهم؟ لماذا يسلك أهل الحق السبيل الخشن ويتهم الآخرين ظلماً بما ليس فيهم حتى يظن الناس أنه يظلمهم ويتجنى عليهم بكل ما يقول؟
7ـ ما قول الصوفية فيمن يعتقد بالحلول و الاتحاد كالحلاج و البسطامي أو بوحدة الوجود ـ كابن عربي و ابن سبعين و التلمساني ـ والذين يقتضيان بلا شك الكفر البواح و الردة الصراح، فإن سلَّموا لمن يعتقدها فهم مثلهم، و إن لم يسلِّموا فليتبرؤوا منهم.
منصفي الصوفية في الزمن الحاضر يتبعون منهج النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يأت بشيء مما قاله الحلاج وغيره - وهم كذلك يحملون ما نقل من آثار عن بعض متكلميهم المذكورين على أحسن المحامل بما يوافق الشريعة الواضحة ويفسرون ما نقل عن هؤلاء القوم بغير ما يبدو من ظاهر معناه (رغم تحفظي على هذا المنهج وعدم قبولي له فالشجاعة في الحق تقتضي تسمية الحق باسمه والباطل باسمه) ولا أحد من فقهائهم يقر ما يخالف الشريعة ولا يجرؤ على سخط الله - وبالمجمل فقد مرت الأمة بعصور مظلمة في ماضي الزمان وتجرأ كثير من أعداءها على دس الخرافات والبدع في كتب أئمتها ولأن التوثيق والنسخ كانا مفقودين في ذلك الزمان فلم يستطع أهل العلم التحقق من كل ما نقل
¥