قال فودة في كتابه "موقف أهل السنة من الخلاف بين الغماري والسقاف" (ص11)، متفاخراً ومحاولاً إخفاء إعجابه بنفسه في مساعدة حسن السقاف في المناظرة التي حصلت على قناة المستقلة حول شيخ الإسلام: وقد فوجئت قبل سنتين أو ثلاث يناقش الوهابية على قناة فضائية في موضوع ابن تيمية، وحرصاً على إبداء سلامة النية طلبت من بعض الإخوة قبيل المناقشة أن يعرض على السقاف المساعدة إن احتاجها خاصة أنني قد قمت بكتابة كتاب موسع عن مذهب ابن تيمية, وأعرف مذهبه تماماً؛ فلم أكن أحب أن يتم الرد على ابن تيمية بصورة ضعيفة بل بشكل علمي رصين معتمد على فهم تام لمذهبه لا كما فعل السقاف, ولم يكن الجواب بالقبول وتعلل بضيق الوقت, ولما سافر وبدأ في الحلقة الأولى وأظهر من التهافت ما لا مزيد عليه، ظهر عليه الوهابية فلم يكن قادراً على مدافعتهم وجدالهم فتضايق كثيراً العديد من الناس .. وخوفاً من هذا المحظور وحرصاً على عدم وقوع التهافت أكثر مما بدا اتصل بي العديد من المشايخ وطلبوا مني بإلحاح أن اتصل به وأقوم بإعطائه من المعلومات والأساليب الجدلية ما به يستد حاله ويتقوم ركابه .. وفعلاً صرت أتصل به يومياً ودام ذلك عدة أيام وأعطيته من الملاحظات والمعلومات ما ظهر به على خصومه وأحرجهم في مواضع.
الكذبات والمغالطات التي ذكرها السقاف
في مناظرة المستقلة حول شيخ الإسلام
نقول: هنيئا لسعيد فودة هذا الفخر بإمداد السقاف بما ذكره من خيانات علمية. وسوف يجد القاريء المنصف أوجه للتشابه بين ما ذكره السقاف من كذب وتدليس على شيخ الإسلام وبين ما ذكره سعيد فودة في كتبه.
1 - أقر السقاف بتكفير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وذكر معنى التكفير عنده أنه لا يستحق دخول الجنة, و أشار سعيد فودة لتكفير شيخ الإسلام في كتبه كما سيأتي بيانه.
2 - زعم كذباً وتدليساً أن شيخ الإسلام يكفر الأشاعرة مع أن شيخ الإسلام عدهم من أهل السنة, ونص في أكثر من موضع على عدم كفرهم.
3 - ذكر أن شيخ الإسلام لم يتزوج لأنه ربما قد يكون تزوج من الجن.
4 - كذب على شيخ الإسلام وزعم أنه لم يحج إلى بيت الله الحرام مع أن المترجمين لشيخ الإسلام ذكروا أنه حج كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" (13/ 352)، وكذلك ذكر ذلك ابن عبد الهادي المقدسي في كتابه "العقود الدرية"؛ بل ذكر شيخ الإسلام في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 429) أنه حج, وقد ألف في رحلته تلك كتابه المناسك.
5 - زعم السقاف أنه أعلم من ابن تيمية بعشرين ألف مرة.
6 - نقل السقاف كلام ابن القيم رحمه الله في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية (1/ 55): في أن لله في كل سماء كرسي. وزعم السقاف أنه نقله عن شيخه ابن تيمية في ذلك الموضع، وعند الرجوع إلى الكتاب في ذلك الموضع وجدنا لا ذكر لشيخ الإسلام لا من قريب ولا من بعيد, وأوهم السقاف المشاهدين أن ابن القيم أقر ذلك مع أنه ذكره بصيغة التضعيف - وروي عن سعيد مرسلا وموصولاً-، وهي من صيغ التضعيف عند العلماء بل وحكم عليه بالإرسال, والمرسل من أقسام الضعيف عند العلماء.
7 - نسب السقاف إلى ابن تيمية أنه يقول: أن الله يقعد محمداً على العرش، مع أن شيخ الإسلام قد حكم بالوضع على تلك الأحاديث. قال في "درء التعارض" (3
19): وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل رداً لكتاب ابن فورك، وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها, وذكر من رواها ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عياناً ليلة المعراج ونحوه, وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة كحديث قعود الرسول ? على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة, وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول. وقال في "منهاج السنة" (2/ 228): وأما قوله إنه يفضل عنه العرش من كل جانب أربع أصابع فهذا لا أعرف قائلا له ولا ناقلا. وهذه الشبهة ذكرها فودة في كتابه "الكاشف".
8 - نسب إلى البخاري رحمه الله كذباً وتدليساً أنه يقول بخلق القرآن مع أن البخاري رد ذلك في أكثر من موضع في كتابه خلق أفعال العباد.
¥