تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين الخبيثين، وما يتولد عنهما من بغض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم.

وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة، فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته فهو مبتدع خارج عن السنة، ومن كَفّر المسلمين بما رآه ذنبًا سواء كان دينًا أو لم يكن دينًا وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة. وعامة البدع والأهواء إنما تنشأ من هذين الأصلين. أما الأول فشبه التأويل الفاسد أو القياس الفاسد؛ إما حديث بلغه عن الرسول لا يكون صحيحًا، أو أثر عن غير الرسول قلده فيه ولم يكن ذلك القائل مصيبًا، أو تأويل تأوله من آية من كتاب الله أو حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح أو ضعيف، أو أثر مقبول أو مردود ولم يكن التأويل صحيحًا، وإما قياس فاسد، أو رَأْي رآه اعتقده صوابًا وهو خطأ.

المجموع

وقال أيضا:

قال ابن تيمية:

وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فعاقب الطائفتين.

قال الإمام أحمد بن حنبل صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه، وقد خرجها مسلم في صحيحه،

وخرج البخاري طائفة منها قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم

وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام

كما يمرق السهم من الرمية) وفي رواية (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).

والخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون

دمه وماله، وهذه جال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها.

وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة، ويطيعون الله ورسوله، فيتبعون الحق، ويرحمون

الخلق.

قال ابن كثير:

فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة ففاجؤوه بهذه المقالة فقال قائلهم وهو ذو الخويصرة بقر الله خاصرته!

[إعدل فإنك لم تعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب]

وفي رواية خالد بن الوليد في قتله فقال [دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا أي من جنسه قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم]

ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة.

تفسير ابن كثير [1/ 347]

قال العيني:

قيل أول بدعة وقعت في الإسلام بدعة الخوارج ثم كان ظهورهم في أيام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ونحل كثيرة منتشرة ثم نبعت القدرية ثم المعتزلة ثم الجهمية وغيرهم من أهل البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق في قوله (

وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا ومن هم يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي)

أخرجه الحاكم في مستدركه

قوله فاحذروهم بصيغة الجمع والخطاب للأمة وفي رواية الكشميهني فاحذرهم بالإفراد أي احذرهم أيها المخاطب

عمدة القاري [18/ 139]

قال الجوزجاني:

الخوارج إذ كانت أول بدعة ظهرت في الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا

أعني التميمي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (اعدل)

حين وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياعه وحلاهم ونعتهم وأحسن نعتهم ثم هم

تحركوا أيضا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرقوا جماعة وميلوا اعتدال الألفة فشأموا أنفسهم أولا والأمة بعدها آخرا فنبذ الناس حديثهم اتهاما لهم.

أحوال الرجال [33]


الأحاديث الوردة في ذم الخوارج

(آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير