[قال له في المنام: "عليك بمذهب هذا الشيخ"]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 01 - 07, 07:28 م]ـ
في ترجمة "محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق، الشيرازي الأصل، البغدادي، الصَّفَار، المقرىء، الزاهد، المعروف بأبي منصور الخياط."
في ذيل طبقات الحنابلة لإبن رجب الحنبلي رحمه الله
((قرأتُ على أبى حفص عمر بن حسن المزي: أخبركم إسماعيل بن عبد الرحمن الفراء أنبأنا الإمام أبو محمد عبد اللّه بن أحمد المقدسي قال: قرأت على أبي عبد اللّه مظفر بن أبي نصر البواب، وابنه أبي محمد عبد الله بن مظفر ببغداد، قلت لهما: حدثكما الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر قال:
كنتُ أسمع الفقهاء في النظامية يقولون: في القرآن معنى قائم بالذات، والحروف والأصوات عبارات ودلالات على الكلامٍ القديم القائم بالذات، فحصل في قلبي شيءٌ من ذلك حتى صرت أقول بقولهم موافقة. وكنتُ إذا صليتُ أدعو اللّه تعالى أن يوفقني لأَحَبِّ المذاهب والاعتقادات إليه، وبقيت على ذلك مدة طويلة أقول: اللهم وفقْني لأحب المذاهب إليك وأقربها عندك.
فلما كان في أول ليلة من رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة رأيت في المنام كأني قد جئت إلى مسجد الشيخ أبي منصور الخياط، والناس على الباب مجتمعون، وهم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم عند الشيخ أبي منصور، فدخلتُ المسجد، وقصدت إلى الزاوية التي كان يجلس فيها الشيخ أبو منصور، فرأيتهُ قد خرج من زاويته، وجلس بين يدي شخص، فما رأيت شخصًا أحسن منه على نعت النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي وُصِف لنا. وعليه ثيابٌ ما رأيت أشد بياضًا منها، وعلى رأسه عمامةٌ بيضاء. والشيخ أبو منصور مقبل عليه بوجهه، فدخلتُ فسلمتُ، فردَّ عليّ السلام، ولم أتحقق مَنِ الرادِّ عليَّ لدهشتي برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وجلستُ بين أيديهما فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن أسأله عن شيء أو أستفتحه بكَلام أصلاً، وقال لي: عليك بمذهب هذا الشيخ. عليك بمذهب هذا الشيخ. عليك بمذهب هذا الشيخ.
قال الحافظ أبو الفضل: وأنا أُقسم بالله ثلاثًا، وأشهد بالله لقد قال لي ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثَا. ويشير في كل مرةٍ بيده اليمنى إلى الشيخ أبي منصور.
قال: فانتبهتُ وأعضائي ترعد، فناديتُ والدتي رابعة بنت الشيخ أبي حكيم الحبري، وحكيتُ لها ما رأيت، فقالت: يا بني، هذا منامُ وحي، فاعتمد عليه.
فلما أصبحت بكرت إلى الصلاة خلف الشيخ أبي منصور. فلما صلينا الصبح قصصتُ عليه المنام، فدمعت عيناه، وخشع قلبُه، وقال لي: يا بُني، مذهبُ الشافعي حسن، فتكون على مذهب الشافعي في الفروع، وعلى مذهب أحمد وأصحاب الحديث في الأصول، فقلت له: أي سيدي، ما أريد أكون لونين. وأنا أشهد اللّه وملائكته وأنبيائه، وأشهدُك على أني مُنذ اليوم لا أعتقد ولا أدين اللّه ولا أعتمدُ إلا على مذهب أحمد في الأصول والفروع. فقبَّل الشيخ أبو منصور رأسي، وقال: وفقك اللّه، فقبَّلتُ يدَه.
وقال لي الشيخ أبو منصور: أنا كنتُ في ابتدائي شافعيًا. وكنت أتفقه على القاضي الإمام أبي الطيب الطبري، وأسمع الخلاف عليه. فحضرت يومًا عند الشيخ أبي الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد الصالح لأقرأ عليه القرآن، فابتدأت أقرأ عليه القرآن، فقطع علي القراءة مرة أو مرتين، ثم قال: قالوا وقلنا، وقلنا وقالوا. فلا نحن نرجع إليهم، ولا هم يرجعون إلى قولنا، ورجعنا إلى عادتنا. فأيّ فائدة من هذا؟ ثم كرر عليّ هذا الكلام، فقلت في نفسي: واللّهِ ما عنى الشيخ بهذا أحدًا غيري، فتركتُ الاشتغال بالخلاف. وقرأتُ مختصر أبي القاسم الخرقي على رجل كان يُقرىء القرآن.
قال الحافظ: ورأيتُ بعد ذلك ما زادني يقينًا، وعلمتُ أن ذلك تثبيتٌ مِن الله، وتعليمٌ لأعرف حق نعمة اللّه عليَّ وأشكره، والله المسؤولُ الخاتمة بالموت على الإسلام والسنة آمين.))
هل من تعليقات على هذه القصة؟