تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 02 - 07, 07:15 م]ـ

أخي الكريم الشمالي وفقه الله تعالى لمرضاته.

لا اتفق معك على ان مراتب القدر هي نظرية الاسباب! وإن كان ما اشكل عليك هو تمثيلنا بالوجود البشري - فيمكن ان نغير المثال الى مثال آخر وهذا سيأتي بعون الله.

ونظرية الأسباب عند الفلاسفه مبناها على مسألة التراتب و الوجود بالقوة والفعل، وهذا ما سنأتي اليه لاحقا ان شاء الله وهو مرتبط بمسألة الوجود وتركيب المادة والصورة فيها عند الفلاسفة أيضا.

على العموم إن كنت تتكلم عن الأصل الشرعي (وهذا ما أفهمه من مجمل كلامك) فليس هذا بمحله لانني قد بينت الغرض من الموضوع وهو بيان أصل مسألة التسلسل و القدم ((عند الفلاسفة)) ومن ثم تلقفها أهل الكلام، ولسنا بصدد الحديث عن المفهوم الشرعي للأمر. بل سنظهر عوار المسألة من أصلها الذي اعتمده أهل الكلام إذ انها - كما سيتبين لك ان شاء الله - ليست كما فهموه ونسبوه وارتضوه من كلام الفلاسفه وجعلوه عمده وعهده وخاصة متأخري الأشاعرة، رحمة الله على المؤمنين أجمعين.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:36 م]ـ

الزمان

تمهيد:

سنتطرق الى مفهوم الزمان عند الفلاسفة اليونان وأرسطو خاصة ثم عند الاسلاميين وعند المتكلمة، ثم عند شيخ الاسلام - ابن تيمية - رحمه الله. ولعلنا نعرج على ارتباط المكان بالزمان وهو الأمر الذي استغله الغزالي لضرب الفلاسفة وأظهار عوار المذهب الارسطي في الزمان أي من خلال المكان، و معنى جعل اكثر الفلاسفة المكون المكاني هو الأساس للمكون الزماني كذلك لعلنا ندافع عن تأثير النسبية الخاصة والعامة ونظرية (الزمكان) عند آنشتاين - على النسق الفلسفي - في وجه من جعلها غير ذات جدوى فلسفيا بل اعتبرها خارج النسق الفلسفي المؤثر وعلى رأسهم الدكتور عبدالرحمن بدوي.

اولا: معنى الزمان عند الأقدمين.

(والمقصود هنا) معنى الزمان وليس معنى الدهر ولا السرمدي لتوسع الخلاف فيه وأفتراق الفلاسفة.

* الزمان عند أرسطو والاختلاف بين ماذهب اليه وما ذهب اليه شيخ الاسلام رحمه الله ":

الزمان عند أرسطوا هو مقدار الحركة وليس الحركة نفسها، إذ يرفض أرسطوا ان يكون الزمان هو الحركة لانه كلي عنده (حقيقة كليه) والكلي لايتحدد بجزئي وحركة الأفلاك جزئي محدد.

ولعلي أنقل كلامه الذي فصل فيه معنى الزمان عنده وذلك في مصنفه السماع الطبيعي: يقول: (الزمان حركة الفلك) ويقول: (الزمان ليس بمتغير (1) لان كل تغير أما أسرع وأما أبطأ لان البطء والسرعة يحددان الزمان: فالسريع هو المتحرك كثيرا في وقت قليل، و البطئ هو المتحرك قليلا في وقت كثير، ولكن الزمان لايحدد بالزمان).

(1) الزمان ثابت كوني عند أرسطو.

ويقول في السماع الطبيعي أيضا: (الزمان ليس الحركة ولكنه لايقوم الا من جهة أن الحركة تتضمن العدد لان العدد يسمح لنا بالتمييز بين الأقل والأكثر والزمان يسمح لنا كذلك بالتمييز بين الأقل والأكثر حركة فهو أذا نوع من العدد).

يتبع.

ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:24 م]ـ

أشكر الشيخ الكريم المتمسك بالحق وفقه الله وأشكر جميع من شاركوا في هذه الكلمة.

وإن كان لمثلي أن يعلق فإنني أقول إن جميع الإخوة قد تكلموا بما يفيد إن شاء الله وكلهم لم يخل كلامهم من فوائد.

وأود هنا أن أعلق على مسألة نسبية الزمن حسب علمي المتواضع بجانب ما قرأته هنا.

فالزمن باختصار هو مقدار حركة ما _أية حركة_ ونحن من يقرر الحركة التي يحسب الزمن بها أو يقاس عليها، فإذا كانت طبيعية جعلنا مواعيدنا تبعاً لها ولكن ذلك قد لا يتوافق مع كثير من رغباتنا وإذا كانت صناعية نحددها نحن لتتوافق مع رغباتنا والغالب في هذه الأيام هو الاعتماد على الحركة المصطنعة ووحدتها حركة قصيرة تسمى (التكة) أو (الثانية) وكل ستين تكة تكون دقيقة وكل ستين دقيقة تكون ساعة وكل أربعة وعشرين ساعة تكون يوماً (صناعيا) لأن اليوم أقل من ذلك بقليل.

وبالطبع فإن كل مقياس صناعي لا يخلو من الثغرات ولن يكون دقيقاً تماماً في كل الأحوال وينطبق هذا على الزمن الصناعي وبخاصة عند مرور زمن طويل فلا بد من وجود نسبة خطأ ...

إذن فالزمن عندنا هو شيء مصطنع ولولا وجود حركة ندركها لما أحسسنا بالزمن أصلاً.

وفيما يتعلق بالله تعالى وبخلقه السموات والأرض وتحديد ذلك بستة أيام فإن الأمر بحاجة إلى إيضاح أكثر وددت لو أن إخواننا فصلوا الحديث حوله.

فمن المعلوم أن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو خالق الكل شيء ومنه المادة والحركة والمكان والفراغ وكل شيء وهو على كل شيء وكيل ولا يخضع هو لشيء من ذلك بل كل ذلك خاضع له لا إله إلا هو.

وغني عن البيان أن الله تعالى يخلقنا حسب تقدير شاءه العزيز العليم الذي خلق كل شيء بقدر وحسب مراحل معينة قدرها فهو يخلق خلقاً من بعد خلق بتقدير منه سبحانه وليس لتقديراتنا أو زماننا أو مقاييسنا أية علاقة من قريب أو من بعيد بهذا التقدير.

ولذلك لما أخبر سبحانه أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام فإن قوله حق فقد خلق السموات والأرض في ستة أيام قدرها ولكن لا يستطيع أحد الجزم بما إذا كانت هذه الأيام حسب أيامنا هذه أو بمقدار ألف منها. وربما نعود إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير