[عبارة رشيقة: هذه الآية تقطع عروق شجرة الشرك من القلب]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:50 م]ـ
الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - في كتابه الماتع المهم الذي لم يُؤلف مثله في بابه " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" قال في باب: قول الله تعالى {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ:23].
قال في المسائل:
[الثانية: ما فيها من الحجة على إبطال الشرك، خصوصا ما تعلق على الصالحين، وهي الآية التي قيل: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب] انتهى.
قلت: وهذه العبارة الرائعة الرشيقة ليست في هذه الآية فقط - كما قد يظنه المتأمل في هذا الباب، وإنما هي فيها وفي الآية التي سبقتها. قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ {22} وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ {23}}.
قال الشيخ العلامة سليمان بن عبدالله آل الشيخ في شرحه على كتاب جده " تيسير العزيز الحميد": [أراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة بيان حال الملائكة الذين هم أقوى وأعظم من عبد من دون الله فإذا كان هذا حالهم مع الله تعالى وهيبتهم منه وخشيتهم له فكيف يدعوهم أحد من دون الله وإذا كانوا لا يدعون مع الله تعالى لا استقلالا ولا وساطة بالشفاعة فغيرهم ممن لا يقدر على شيء من الأموات والأصنام أولى أن لا يدعى ولا يعبد ففيه الرد على جميع فرق المشركين الذين يدعون مع الله من لا يداني الملائكة ولا يساويهم في صفة من صفاتهم وقد قال تعالى فيهم وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فهذه حالهم و صفاتهم وليس لهم من الربوبية والإلهية شيء بل ذلك لله وحده لا شريك له وكذا قال في هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم أي زال الفزع عنها قاله ابن عباس وابن عمر وأبو عبدالرحمن السلمي والشعبي والحسن وغيرهم والضمير عائد على ما عادت عليه الضمائر التي للغيبة في قوله لا يملكون وفي أموالهم وماله منهم وحتى تدل على الغاية وليس في الكلام ما يدل على أن غاية له فقال ابن عطية في الكلام حذف يدل عليه الظاهر كأنه قال ولاهم شفعاء كما تزعمون أنتم بل هم عبدة مسلمون أبدا يعني منقادين، {حتى إذا فزع عن قلوبهم} والمراد الملائكة على ما اختاره ابن جرير وغيره قال ابن كثير: "وهو الحق الذي لامرية فيه لصحة الأحاديث فيه والآثار " وقال أبو حيان: "تظاهرت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوله {حتى إذا فزع عن قلوبهم} إنما هي في الملائكة إذا سمعت الوحي الى جبريل يأمر الله به سمعت كجر سلسلة الحديد على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة قال وبهذا المعنى من ذكر الملائكة في صدر الآيات تتسق هذه الآية على الأولى ومن يشعر أن الملائكة مشار اليهم من أول قوله الذين زعمتم لم تتصل له هذه الآية بما قبلها" وقال ابن كثير: " هذا مقام رفيع في العظمة وهو أنه تعالى إذا تكلم بالوحي فسمع أهل السموات كلامه أرعدوا من الهيبة حتى يلحقهم مثل الغشي قاله ابن مسعود ومسروق وغيرهما"].
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - 01 - 07, 09:13 م]ـ
جزاك الله خيرا، وجعلني الله وإياك من الموحدين
ـ[أحمد الحربي]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:33 م]ـ
بارك الله فيك ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 01 - 07, 08:41 م]ـ
الأخ آل عامر: آمين، وجزاك الله خيرا.
الأخ أحمد: وفيك بارك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 02 - 07, 10:02 م]ـ
وهي الآية التي قيل: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب]
بارك الله فيكم، ونفع بكم
هل وقف أحد منكم على قائل هذه الكلمة؟
ـ[أبو عروة]ــــــــ[18 - 02 - 07, 11:41 م]ـ
والله لو كتبت الآية لكفت في الموعظة للقلوب الحية القران ربيع القلوب وهو أنيس المؤمن وسبب للسعادة في الدارين
جزاك الله خير على الدرر الطيبه وأصلح الله قلوبنا وأعمالنا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:24 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم
هل وقف أحد منكم على قائل هذه الكلمة؟
الأخ المفضال المفيد المستفيد عبد الرحمن، عذرا فلم أرَ مشاركتك إلا الساعة، فجزاك الله خيرا.
أما قائل هذه العبارة من حيث هي فهو ابن القيم - رحمه الله تعالى - في "مدارج السالكين " لكنه قالها في غير هذه الآية.
ولعلكم إن كان عندكم مزيد فائدة - وهو دأبكم - تفيدوننا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:25 ص]ـ
والله لو كتبت الآية لكفت في الموعظة للقلوب الحية القران ربيع القلوب وهو أنيس المؤمن وسبب للسعادة في الدارين
جزاك الله خير على الدرر الطيبه وأصلح الله قلوبنا وأعمالنا
صدقت أخي الكريم، وجزاك الله خيرا.
¥