تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فتوى-عزيزة جدا-للفقيه ابن رشد الجد في فرقة الأشاعرة]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:48 م]ـ

هذه فتوى نفيسة للفقيه المالكي الكبير ابن رشد -الجد- رحمه الله عندما سئل عما يسمى بأصول الدين عند المتكلمين الأشاعرة ....

المصدر:

الفتوى موجودة في مخطوط الخزانة الوطنية بمدريد ورقة 171و172 ظ

نقلا عن كتاب الكشف عن مناهج الأدلة-مركز دراسات الوحدة العربية.

والكتاب ينقل بدوره من "ابن رشد وكتابه المقدمات"للدكتور المختار بن الطاعر التليلي. الدار العربية للكتاب بيروت 1988.ص423 - 427

نص السؤال:

سئل ابن رشد الجد:

الجواب رضى الله عنك وأرضاك فيما يقوله أهل الكلام بعلم الأصول من الأشعرية. ومذهبهم أنهم يقولون:

لا يكمل الايمان الا به. ولا يصح الاسلام الاباستعماله و مطالعته وتحقيقه. وأنه يتعين على العالم والجاهل قراءته ودراسته. فهل يصح ذلك ,وفقك الله, من قولهم إن المسلمين مندوبون الى قولهم ومجبرون على مذهبهم؟ أم لايسوغ لهم ذلك ولايلزمهم البحث عليه والطلب له؟

وإن من قولهم أيضا أنه لا ينبغى لاحد من المسلمين , فى أول ابتدائه لتبصرته بامر دين الله ودخوله فى معرفة ما يفهم به أمر الصلاة المفروضة عليه من وضوء وصلاة, أن يتعلم شيئا من ذلك الا بعد نظره وقراءته بعلم أصولهم واقتدائه بمذهبهم , ومتى خالف ذلك من قولهم كفروه, وهو, وفقك الله ,مع جهله ربما أخرجه ذلك الى التعطيل.

بين لنا, وفقك الله ,ذلك ,وفسره لنا وأوضحه مشروحا موفقا لذلك مأجورا عليه إن شاء الله عز وجل ,وما عجزنا عنه ,وفقك الله ,من القول وأغفلناه من الذكر الذى يتم به مفهوم نزعتنا ونهاية إشارتنا فلك الفضل فى التنبيه عليه ,والاعلام به مأجورا عليه إن شاء الله , ولك الفضل فى الاحالة على الكتب التى منها الجواب ,وقولة كل من قال من أهل العلم فى جوابنا منك.

جواب ابن رشد:

سؤالك هذا وقفت عليه. وما ذكرت فيه عن الطائفة من أهل الكلام بعلم الأصول على مذهب الأشعرية من أنه لا يكمل الإيمان الا به ,ولا يصح الإسلام الاباستعماله ومطالعته لا يقوله أحد من أئمتهم ,ولا يتأوله عليهم إلا جاهل غبي ,إذ لو كان الايمان لايكمل والاسلام لايصح إلا بالنظرو الاستدلال من طريق العقل على القوانين التي رتبها أهل الكلام على مذهب الاشاعرة, والمناهج التى نهجوها على أصولهم , من وجود الجواهر والاعراض واستحالة بقائها فيها وما أشبه ذلك من أدلة العقول التى يستدلون بها ,لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للناس وبلغه اليهم كما أمره الله تعالى فى كتابه حيث يقول:" ياأيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة67)

فكما بينا أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع الناس فى أ مر التوحيد, وما يجب عليهم من الاعتقاد فيه ,الى الاستدلال بالاعراض وتعلقها بالجواهر, ولا أن أحدا من أصحابه تكلم بذلك ,إذ لم يرو عنه صلى الله عليه وسلم ,ولا عن أحد منهم كلمة واحدة فما فوقها من هذا النمط من الكلام من طريق تواتر ولا آحاد من وجه صحيح ولا سقيم

على أنه صلى الله عليه وسلم وهم رضى الله عنهم عدلواعنه الى ما هو أولى وأبين ,وأجلى وأقرب الى الافهام ,لسبقه إليها باوائل العقول وبدائهها ,وهو ما أمرمن الاعتبار بمخلوقاته فى غير ما آية من كتابه ,إذ لم يمت صلى الله عليه وسلم حتى بين للناس ما نزل اليهم ,وبلغ ما أمر ببيانه لهم ,وتبليغه إ ليهم ,فقال صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع ,وهو فى مقامات له شتى بحضرة عامة أصحابه:"الاهل بلغت؟ " فكان الذى أنزل الله من الوحى ,وأمر بتبليغه هو كمال الدين وتمامه لقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى" (المائدة 3)

فلا حاجة بأحد فى إثبات التوحيد وما يجب لله من الصفات , ويجوز عليه منها ,ويستحيل بها , الى سوى ما أنزله فى كتابه ,وبيبنه على لسان رسوله صلى الله علبه وسلم من الايات التى نبه عليها , وأمر بالاعتباربها. من ذلك قوله عز وجل: وفى أنفسكم أفلا تبصرون , إشارة إلى ما فيها من آثار الصنعة , ولطيف الحكمة الدالين على وجود الصانع الحكيم, وأنه واحد قادر عالم مريد " ليس كمثله شىء" كما ذكر فى محكم كتابه "هو السميع البصير " (الشورى 11)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير