وعندي استشكال فيما نقلته عن ابن تيمية في قوله ((((وقال أيضا لما ذكر قول الرافضة في عصمة الأئمة:" فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة , ولا سائر طوائف المسلمين , إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد , المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر , القائلين: بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر , وأولئك ملاحدة منافقون.
والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير , فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم , وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين)))
وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين)))
من هم الذين قال عنهم أولئك الباطنية أم الرافضة وفرق بين عوامهم وأئمتهم؟!!
ثانياً: تعقيب
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان: ((وهؤلاء - يعني من معهم إيمان مجمل - يثابون على إسلامهم، وإقرارهم بالرسول مجملا، وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك، ولا أنه أخبر بكذا، وإذا لم يبلغه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك لم يكن عليهم الإقرار المفصل به، ولكن لا بد من الاقرار بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صادق في كل ما يخبر به عن الله)))
قال الشيخ د. ياسر برهامي بعد نقا هذا الكلام: فانظر أخي الكريم كيف افترض شيخ الاسلام هذا الفرض البعيد للغاية الذي لا يكاد يوجد حتى في الكفار، وهو عدم المعرفة بوجود القرآن أو نزول جبريل عليه السلام فضلا عما يحتويه من العقائد والأعمال، فأخبر: أن من أقر مجملاً بالرسول وصدقه يثاب على ذلك.)) اه من فضل الغني الحميد ص 196
ثالثاً أود نقل هذه الفتاوى:
الأولى لابن عثيمين
سؤال: بالنسبة للرافضة هل يعتبرون كفرة؟ وكيف يكون تعامل المسلم معهم لأنهم كثيرا ما
يظهرون الحقد والبغض لأهل السنة؟
الجواب: الرافضة - بارك الله فيك - كغيرهم من أهل البدع، إذا أتوا بما يوجب الكفر صاروا
كفارا وإذا أتوا بما يوجب الفسق صاروا فساقا، وإذا كان لشيء من أقوالهم القريبة من أقوال أهل
السنة شيء من النظر، وصار محل اجتهاد فهم فيه كغيرهم، فلا يمكن أن يجاء بجواب عام
ويقال:كل الرافضة كفار، أو كل الرافضة فساق، لا بد من التفصيل والنظر في بدعتهم،
ويجب علينا أن ندعوهم إلى الحق، وأن نبيّنه لهم، وإذا كنا نعلم من أي فرقة هم، فعلينا أن نبيّن
عيب هذه الفرقة، ولا نيأس، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، ربما
يهديهم الله على أيدينا، فيحصل لنا خير كثير، والانسان الذي يهتدي بعد أن كان غير مهتد قد
تكون فائدته للمجتمع أكثر وأكبر من الذي كان مهتديا من الأول، لأنه عرف الباطل ورجع عنه
، وبيّنه للناس فيكون بيانه للناس عن علم.
لقاءات الباب المفتوح رقم السؤال 1557رقم اللقاء 70
3/ 520 طبعة دار البصيرة
الشيخ سلمان العودة
سؤال عن الشيعة: ما هو موقف السني من الشيعي؟ علماً أن هناك ممن يحبونكم ويستمعون لأشرطتكم، ووجدت منه ميلاً للشيعة وانخداعاً بهم بسبب تقيتهم، وعندما ناقشته مراراً لم يقتنع، ويقول هؤلاء الشيعة أفضل منا، ويدعون إلى وحدة المسلمين.
الجواب
موضوع الشيعة فيه تفصيل؛ فإن في كتبهم ما هو كفر صريح، ومنها ما هو بدعة غليظة أو دون ذلك، أو فيها ما هو كسائر الكلام.
أما الأشخاص فيحكم عليهم بحسب اعتقادهم الذي نعلمه فمن طعن في القرآن، أو أنكر قطعياً معلوماً بالضرورة من الدين، أو اتهم عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها – بالزنا، فهو كافر بالله العظيم.
ومن كانت بدعته دون ذلك، كتفضيل علي - رضي الله عنه - على الشيخين فهو مخطئ مبتدع، لكنه لا يكفر بها .. ، والتفصيل خير من الإجمال.
أما الدعوة إلى وحدة المسلمين فهي حق، ويجب علينا جميعاً السعي في وحدة الأمة ورص الصفوف، خصوصاً في عصر التحديات الضخمة وفي مواجهة تيار العولمة الجارف….
¥