تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن لا ينبغي أن تكون دعوة الوحدة شعاراً نزايد به، بل يجب أن تكون منهجاً نسعى في تكريسه والقضاء على أسباب الخلاف والفرقة بصورة جوهرية، ويجب أن تكون برنامجاً تربوياً يتربى عليه أفراد الأمة.

http://www.islamtoday.net/pen/show_q...t1.cfm?id=1044

العنوان الموقف من الشيعة. المجيب سلمان العودة

السؤال

لدينا مشكلة نرجو منكم حلها، وهي: أننا مجموعة من المدرسين ولكن –للأسف- يوجد من العاملين بالمدرسة بعض الرافضة، وقد اختلفنا مع الإخوة في هذه المدرسة، فهم يقولون: نعاملهم بالحسنى أي نجالسهم ونضاحكهم ونتكلم معهم، بل ونأكل من طعامهم فنعاملهم معاملة المنافقين، ولعلهم يتأثر منهم أحد بحسن خلقنا، مع العلم -يا شيخنا- أنهم لا يدعونهم للحق وإيضاح العقيدة الصحيحة، ولي رأي وإن لم يوافقني عليه الإخوة، وهو: أنهم ليسوا من أهل النفاق بل كفار، وذلك لأنهم يظهرون شعائر دينهم، فهم لا يصلون معنا، ويصلون لوحدهم، وذلك بمشهد من الجميع، والسؤال -يا شيخنا-:

1.هل يجوز أكل طعام الرافضة من سمك وغيره، مع إظهارهم لمذهبهم؟

2.أحد الإخوة ممن يأكل أكلهم طالبُ علم يدرّس، وله حلقات علم أليس من الأولى عدم أكله؛ لوجاهته؟ وحتى لا يغتر به العامة؟

3.ما الأسلوب الأمثل للتعامل مع الرافضة؟

الجواب

فهمت الخلاف الذي يدور بينكم حول الموقف من الشيعة وكيفية التعامل معهم، ومثل هذه المسائل تتطلب قدراً كبيراً من الهدوء والروية والأناة، وهذا الذي لاحظته في رسالتك –والحمد لله-، والجواب على ما سألت عنه يكون في عدة مسائل: المسألة الأولى: الحكم على الشيعة: وإذا كان الحكم على الشيء فرعاً عن تصوره فإن معتقدات الشيعة تتفاوت تفاوتاً كبيراً، فمنهم الزيدية، ومنهم الإثنا عشرية سموا بذلك؛ لأنهم يقولون: بإثني عشر إماماً معصوماً، وقد يسمون بالجعفرية نسبة إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، وهو من أئمة أهل البيت الملتزمين بالسنة المحاربين للبدعة، وله في ذلك مواقف ومناظرات، فنسبتهم إليه غير صحيحة إلا باعتبار الشهرة، كما يقال: العلويون، أو المسيحيون، أو نحوهما. ومن أسمائهم: الرافضة؛ لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر، ونازعوا في ولايتهم وأحقيتهم بالخلافة، أو لأنهم رفضوا زيد بن علي زين العابدين. ومن أسمائهم: الإمامية لحال الأئمة عندهم، وغالب الشيعة الموجودين اليوم من هذه الطائفة. والإثنا عشرية يقوم أساس معتقدهم على عصمة الأئمة الإثني عشر، ثم هم على باطل لا ينضبط. ومن أسس مذهبهم: ذم الصحابة وسبّهم، وكثير منهم يقولون بتكفيرهم، والسب له صور: منها: ما هو كفر بالإجماع كرميهم بالنفاق أو الردة، وتعميم ذلك عليهم إلا نزراً يسيراً، وقد حكى الإجماع على كفر من يفعل هذا جماعة كابن حزم، وأبي يعلى، والسمعاني، وابن تيمية، وابن كثير، وغيرهم. ومنها: صور يعلم أنها ليست كفراً، ولكن صاحبها يستحق التفسيق والتعزير والعقوبة؛ كاتهام بعضهم بالجبن، أو البخل، أو الظلم، أو نحو ذلك. ومنها: صور مترددة بين هذا وذاك، كما أشار ابن تيمية - رحمه الله -، حيث يقول:"أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا لا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. وكذلك من زعم منهم: أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أنه له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء هم القرامطة والباطنية، ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم. وأما سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل: وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم. وأما من لعن وقبّح مطلقاً، فهذا محل الخلاف فيه، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد .. (الصارم المسلول 586 - 587).والخلاف الذي أشار إليه الشيخ أن بعض أهل العلم ذهب إلى تعزيرهم، وتأديبهم، واستتابتهم حتى يرجعوا. وهذا مذهب أحمد انظر: الخلال (389)، واللالكائي (4/ 1263 - 1266)، وإسحاق بن راهويه، وابن المنذر، وهو المشهور من مذهب مالك، وذهبت طائفة من فقهاء الكوفة إلى تكفيرهم ووجوب قتلهم (انظر: الصارم المسلول 567 - 571).ومما ينبغي أن يكون واضحاً أن تكفير جميع الصحابة كفر؛ لأنهم هم نقلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير