ـ[سلطان العميري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 06:51 م]ـ
أخي عبدالله بن خميس تحية طيبة لك وبعد
فقد علقت بكلام طويل اشتمل على عدة أفكار وهى
الأولى: ذكرت أن كلام ابن تيمية صريح في تكفير الرافضة , ومجمل في عدم تكفيرهم , وأن كلامه المجمل يحمل على كلامه الصريح
والجواب عليه من وجوه
1 - أن الكلام في تكفير المعين من الرافضة لا في مطلق الرافضة , وكلام ابن تيمية صريح في أنه لا يكفر المعين من الرافضة , وفي هذا يقول:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له " فهذا نص صريح في أنه لا يكفر المعين من الرافضة , فكيف تجيب عنه , وأين الإجمال فيه , وأيضا نص على جواز أن ينكح السني الرافضية إن لم يخش على عقيدته , فأين الإجمال في ذلك؟؟ , وقد ذكرت نصوصا صريحة أخرى في أصل البحث , اتمنى الرجوع إليها.
2 - ما ذكرت من قول ابن تيمية وأنه صريح في تكفير الرافضة , مثل كلامه في الصارم , فهو صريح في تكفير مطلق الرافضة وليس في المعين من الرافضة , وهذا أسلوب مستعمل عند العلماء وهو أنهم يطلقون على الطائفة بأنهم كفار أو أن من قال بهذا القول فهو كافر ولا يقصدون كل قائل به مثل ما اطلقو قولهم:" الجهمية كفار "و" من قال القرآن مخلوق فهو كافر " ولم يكفروا كل من انتسب للجهمية ولا كل من قال القرآن مخلوقا , وهذا كلام معروف وسيأتي له شرح
الثانية: ذكرت أن في البحث عدم دقة في النقل
والجواب 1 - أن الخطأ لا يسلم منه عمل البشر , وأنا لم ادعيه
2 - أن عدم الدقة يقبح لو كان النقل غير موجود أصلا عن ابن تيمية , ولكن الأمر ليس كذلك فقد نص ابن تيمية على أن للإمام أحمد روايتان في تكفير الرافضة وهذا نصه:" وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم " 28/ 500 والغريب أن هذا النص قد نقلته في أصل البحث بنفس الإحالة.وهو نص صريح في أن للإمام أحمد روايتان.
الثالثة: ذكرت أن كلام الإمام أحمد صريح في تكفير الرافضة , ولاتوجد عنه روايات في عدم تكفيرهم , وأن نسبته إليه قبيح.
والجواب:
1 - إن قصدت أنه صريح في تكفير مطلق الرافضة فهذا صحيح ولكنه ليس محل البحث
وإن قصدت انه صريح في تكفير المعين من الرافضة لأجل أنه رافضي فقط فهذا ليس بصحيح , بل كلامه لا يدل على ما ذكرت أصلا , وبيان ذلك: أنه لما سئل عمن يشتم أبا بكر وعمر قال ما أراه على الإسلام , فهو لم يسأل عن رجل معين , وإنما سئل عن حكم مطلق , فهو مثل قول الإمام نفسه لما قال:" من قال القرآن مخلوق فهو كافر " ومع هذا لم يكفر كل من قال بها القول.والروايات التي ذكرتها عن أحمد كلها من هذا الباب , وإلا نلتزم أن أحمد يكفر كل من قال بأن القرآن مخلوق وهو نفسه لم يقل بذلك.
3 - قولك: انه لا توجد رواية عن احمد ..... , كنت اتمنى ألا تقول هذه العبارات , لأنه لم يصل إلينا كل ما قاله احمد , ولأنك لم تطلع على كل ما اطلع عليه ابن تيمية من الروايات عن احمد
فكان الأولى ان تقول لم أطلع على رواية عن احمد فيها عدم تكفير الرافضة , لا أن تقول ليس له قول في عدم تكفير الرافضة
والفرق بين العبارتين واضح.
¥