ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 04:40 م]ـ
أخي أبا يحيى المصري
أين هذا التعصب المزعوم؟!! الإنصاف الإنصاف يا أخي!
نحن كلامنا ليس عن السبكي، فهو عالم فحل كما سبق أن ذكرتُ، وإنما نحن كلامنا عن مبالغات بعض المترجمين له، وأنا أسألك بالله العظيم أليس في ترجمة الصفدي له مبالغة؟!
هل قرأت هذا الكلام للصفدي؟!! ((- أما التفسير فيا إمساك ابن عطية ووقوع الرازي معه في رزية!!
- وأما القراءات فيا بعد الداني وبخل السخاوي بإتقان السبع المثاني!!
- وأما الحديث فيا هزيمة ابن عساكر وعي الخطيب لما أن يذاكر!!
- وأما الأصول فيا كلال حد السيف وعظمة فخر الدين كيف تحيفها الحيف!!
- وأما الفقه فيا وقوع الجويني في أول مهلك من نهاية المطلب، وجر الرافعي إلى الكسر بعد انتصاب علمه المذهب!!
- وأما المنطق فيا إدبار دبيران وقذى عينيه وانبهار الأبهري وغطاء كشفه بيمينه!!
- وأما الخلاف فيا نسف جبال النسفي وعمى العميدي، فإن إرشاده خفي!!
- وأما النحو فالفارسي ترجل يطلب إعظامه، والزجاجي تكسر جمعه وما فاز بالسلامة!!
- وأما اللغة فالجوهري ما لصحاحه قيمة، والأزهري أظلمت لياليه البهيمة!!
- وأما الأدب فصاحب الذخيرة استعطى، وواضع اليتيمة تركها وذهب إلى أهله يتمطى!!
- وأما الحفظ فما سد السلفي خلة ثغره، وكسر قلب الجوزي لما أكل الحزن لبه، وخرج من قشره!!))
ماذا بقي لأهل العلم بعد هذا الكلام؟!! لقد ألقاهم الصفدي جميعا في المزبلة!! متقدميهم ومتأخريهم!
وأنت تتخيل أشياء في رأسك ثم تبني عليها ردودك، وكأنك تحادث نفسك!!
فتخيلت أن كلامي سببه الخلاف العقدي مع السبكي، مع أني لم أقل شيئا من ذلك!
وتخيلت أنني تنقصت السبكي مع أنني قلت بالنص إنه عالم فحل! فأين هذا التنقص؟!
وهناك فرق شاسع بين مدح عالم من العلماء وبيان قدره، وبين الإزراء على باقي العلماء من أجل مدحه، فهذا هو المقصود من الكلام، فتدبر بارك الله فيك!
وأما أن الخطأ لا يعرى منه عالم، فهذا معروف لكل أحد، ولا يصح أن تذكره في هذا المقام؛ لأن مقدار العالم يعرف بنوع هذه الأخطاء، ولو قرأت كلام ابن عبد الهادي لتبين لك ما أقصده، فالسبكي درجته في علوم الحديث بعيدة تماما عن درجته في علوم الفقه والأصول، وهذا واضح لمن تأمل!
وهذا لا يعيب السبكي، فالناس درجات، ولكن ليس من الإنصاف أن نرفع السبكي فوق جميع المتقدمين والمتأخرين!
- والإمام النووي عالم فحل لا يبارى ولا يجارى، ولكنه لم يكن مشاركا في العلوم العقلية.
- والإمام الجويني أبو المعالي عالم فحل لا يبارى ولا يجارى، ولكنه كان مزجى البضاعة في الحديث.
- والإمام ابن عدي عالم فحل لا يبارى ولا يجارى، ولكنه كان قليل البضاعة في علوم اللغة.
فهذا الكلام من باب إحقاق الحق والإنصاف في التراجم، وليس من باب الذم لهؤلاء العلماء الأعلام، لأن رفع الإنسان فوق درجته مذموم كما أن خفضه تحت درجته مذموم، فافهم وتدبر بارك الله فيك!
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:18 م]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
الخلاصة يا مولانا: أني لا أتعصب لأحد إن شاء الله كن على يقين من ذلك ... وأَحترم جميع أهل العلم ممن ينتسبون للسنة وأهلها ... وأتطلب المعاذير - دائما - لكل من خالفه الصواب منهم ... حتى نسبت في هذا لما لا يحمد ... وأَجتهد أن أفهم كلام أهل العلم جيدا فربما وفقت وربما حُرمت ... وأَعلم أن باب المفاضلة باب عويص ... ولا يحسن الخوض فيه إلا بعد التحلي بالعلم والتقوى وحسن الفهم ... ويحسن أن لا يأتيه المرء إلا لضرورة ... والفرق بين السبكي الكبير - رحمه الله - وبين التقي ابن دقيق العيد بُعد الأول عن التعرض لدعاة تصحيح العقيدة والرجوع لمذهب السلف الصالح ... ووقوف العلامة السبكي - مجتهدا اجتهادا خاطئا - أمامهم وطعنه عليهم وتنكيله بهم ... رحم الله الجميع ... وقد علم الله أني كاره للخوض في مثل هذه الأمور ... معرض أشد الإعراض عن الكلام في أهل العلم ... ومحاولة التفضيل بينهم ... فكل له فضله وعلمه ... وكلهم إمام زمانه ونبراس أوانه ... قد تعلمتُ هذا من سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ... ووجدته حقا وصدقا ... فليس في الدنيا أفضل من عالم عامل أو طالب علم يسير سير شيوخه ... فهم الناس حقا وصدقا ...
والآن أعزك الله هلا تفضلتَ عليّ بتوثيق ما جاء هنا ... ولمساعدتك وتسهيل الأمر عليك فقد نقل العلامة الزبيدي من كتاب العلامة السبكي في شرحه على الإحياء ... ولكن هل سماه بهذا الاسم ... هذا ما أريدك أن توثقه لي مشكورا مبرورا ... فإن لم تجد أثرا لما ذكره الكوثري ... فانظر - لزاما - صـ 18 - 20 من كتاب الشيخ بكر أبوزيد < ابن القيم حياته وآثاره > فلعلك ترجع بفائدة ... وتدرك مدى المرارة التي يعانيها أهل السنة والجماعة حقا وصدقا من خصومهم ومخالفيهم ... رحم الله ميتهم وهدى حيهم صراطه المستقيم.
نعم الرد السبكي أما الاسم فقد ذكره الزبيدي و ناهيك به علما و اطلاعا
وكثير من مؤلفات السبكي التي عندي مخطوطة لا تعرف أسماؤها إلا من خلال السياق وهي مقطوع نسبتها إليه مثل القول المصيب في نفقة القريب ومثل السلامة في ترك الإمامة
وأما السيف الصقيل فقد وجدت إحدي مخطوطاته عنونها الناسخ بعنوان: رسالة في مضار القصيدة النونية المتضمنة الرد علي الأشاعرة
وتبقي تسمية السيف الصقيل مما قاله الزبيدي وهو ذواطلاع واسع كما تعلم
والسيف الصقيل كما قلت كان ثورة غضب ثم زالت وتم الصلح بين الإمامين السبكي و ابن القيم بعدها بأشهر عام 750 هجرية
¥