وهذا النوع الذي تطلبه امتلأت به كتب التراجم فلا أدري كيف خفي عليك!!!
وخذ هذه المبالغات من النوع الذي طلبتَه للصفدي و غيره وأرجو أن تنصف في الحكم
أولا للصفدي من أعيان العصر:
1 - في ترجمة ابن النقيب الإمام المشهورقال الصفدي:
لأنه المقرئ الذي قتل السبع بدربته خبراً، ونزل به أضيافُ التلاميذ و كان لهم من السخاوي أقرا،
والنحوي الذي لو رآه الفارسي ترجل له إعظاماً، ولو شاهده ابنُ مالك كان له غلاماً،
والفقيه الذي لو عاينه صاحبُ التنبيه غدق به هذا الأمر ونام، ولونظر الغزالي لما كان حاك برود تصانيفه ولا رقمها بالأقلام،
والأصولي الذي لو تصدى له السيفُ قطعة بالقول المصيب، ولو تقدم عصره قليلاً قال الناس: ما ابن الحاجب في العين كابن النقيب
2 - في ترجمة صفي الدين الهندي قال الصفدي:
لو رآه ابن فورك لانفرك، أو الباقلاني لقلا معرفته، ووقع معه في الدرك
أو إمام الحرمين لتأخر عن مقامه، أو الغزالي لما نسج "المستصفى" إلا على منواله ولا رصفه إلا على نظامه،
أو ابن الحاجب لحمل العصا أمامه، وجعله دون الناس إمامه
3 - في ترجمة أبي الفتح السبكي (ابن عم وتلميذ الإمام تقي الدين السبكي) قال الصفدي:
عمل في القراءات عملاً بخل الزمان به على السخاوي، وكسر له ابن جبارة فما يقاومه ولا يقاوي.
وجد في سماع الحديث، وقرأ بنفسه، فما عند السلفي منه نقده، ولا ابن عساكر لو لاقاه لولى فراراً وهو وحده.
واشتغل بالفقه فلو أن الماوردي في زمانه ما تسمى أقضى القضاه، أو رآه الروياني نشف بحره في فضاه.
ودأب في الأصول فما للآمدي في مداه خطوه، ولا لابن خطيب الري ري إذا رقا من المنبر على ذروه.
وأكب على العربية حتى أطار ابن عصفور عن هذا الفن، وغدا الزجاجي يكسر قواريره
على ضنه بما ظن
وحضر مآدب الأدب حتى افتقر صاحب الذخيرة وجعل صاحب "القلائد" مع الحصيري على حصيره
4 - في ترجمة العلامة كمال الدين بن الزملكاني قال الصفدي:
لو رآه الروياني لأغرقه في بحره، أو المتولي لعزل عما أكسبه نهاية فخره
أو القفال لفتح له أبواب نصره، أو الرافعي لانحط إلى خفضه وجره
قاعداً بالأصول فقهاً وديناً، ناهداً كالأسد وقد جعلت له الأقلام عرينا
فلو رآه الحليمي لسفه رأيه، أوالباقلاني لكان باقلاً في الرواية والدراية
لا يرى الناس أفصح من عبارته، ولا أملح من إشارته
لو سمعه الأصمعي لم ينقل عربيه عن أعرابه أو يونس بن حبيب لما قلده سيبويه في إعرابه
5 - في ترجمة الإمام شمس الدين الأصبهاني قال الصفدي:
لو رآه الرازي علم أنه ما رأى زيّه، وصحّ أن المعقول هجر القطبين مصريّهُ وشيرازيّه
ولو أنصفه النصير الطوسي لما بني الرصد إلا لكواكبه، ولا سار مع الجيوش إلا خدمة لمواكبه
وما عسى أن أصفَ مَن هو إمام في كل علم، وأُثني على من بيده زمام كل حلم
تصانيفه تشهد له بأنه فريد أوانه ووحيد زمانه
الخلاصة يا أخي أن كتب الصفدي مليئة بهذا النوع فلم يجعل ذلك للسبكي وحده بل جعله لكثيرين غيره والسبكي أعلي درجة من بعض من أطراه الصفدي الإطراء السابق فلم الإنكار عليه في أمر السبكي فقط؟!!
والصفدي لم يتفرد بهذا النوع بل خذ التالي:
ثانيا: في الجواهر والدرر نقل السخاوي وصف قطب الدين الخيضري لابن حجر اقرأ وتمعن
نقل السخاوي عن الخيضري من كتابه" اللمع الألمعية لأعيان الشافعية " قوله عن ابن حجر وهوحي:
شيخنا الإمام شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام
إمام الحفاظ فارس المعاني و الألفاظ
قدوة المحدثين أستاذ المحققين علم الناقدين محط رحال الطالبين
ساقي الظماء صافي الماء المعين
لأنه البحر الذي لو رآه ابن معين لصار فيه يعوم
أو البخاري لكان لشرب منه يدوم
ولو أدركه الدارقطني لحام حول حماه و استقطنه
أو الطبراني لم يحلل من رحلته إلا عنده وكان استوطنه
لو اجتمع به ابن عساكر لكان بعسكره من بعض جنده
أو ابن ماكولا الأمير لصار من أنصاره و ذوي رفده
ولو سمع به ابن السمعاني لاستمع إلي كلامه
ولو لحقه ابن عبد البر لأقسم بارا لا يتمهد في أحواله إلا بدر نظامه.
فها هو الخيضري يفوح من كلامه تفضيل ابن حجر علي ابن معين و البخاري و الدارقطني و الطبراني وابن عساكرو ابن ماكولا و السمعاني و ابن عبد البر
¥