[فائدة في الرد على المعتزلة والجهمية في " خلق القرآن".]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 07:41 م]ـ
قال ابن عطية في تفسيره " المحرر الوجيز " في قوله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} "الأعراف":
[قال النقاش: ذكر الله الإنسان في القرآن في ثمانية عشر موضعاً في جميعها أنه مخلوق، وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعاً ليس في واحد منها إشارة إلى أنه مخلوق].
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم علي
وتكميلا للفائدة أنقل هذا الكلام عن كتاب الحيدة والاعتذار للكناني:
((وكسرت والله يا أمير المؤمنين قولَ بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه, فقد كسرت قوله بالقرآن والسنة واللغة العربية، والنظر والمعقول، ولم يبق إلا القياس، وأنا أكسره بالقياس إن شاء الله تعالى.
قال عبد العزيز: وكان المأمون قد جلس منا مقعد الحاكم من الخصمين. فقال: هاته يا عبدالعزيز وأوجز، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو كان لبشر غلامان، وأنا لا أجد علمهما من أحد من الناس إلا من بشر، يقال لأحدهما خالد، وللآخر يزيد، وكان بشر غائبا عني, فكتب إلي ثمانية عشر كتابا يقول في كل كتاب منها: ادفع إلى خالد غلامي هذا الكتاب, وكتب إلي أربعة وخمسين كتابا يقول في كل كتاب: ادفع إلى يزيد - ولم يقل: يزيد غلامي - هذا الكتاب، ثم كتب إلي كتابا جمعهما فيه فقال: ادفع إلى خالد غلامي هذا الكتاب، وإلى يزيد ولم يقل يزيد غلامي.
ثم قدم بشر من سفره، فقال: أليس تعلم أن يزيد هذا غلامي؟ فقلت له: قد كتبت إلي أربعة وخمسين كتابا تقول في كل كتاب منها ادفع هذا الكتاب إلى يزيد ولم تقل غلامي، ولم أسمعك تقول إنه أحد غلاميك، وأنا لا أجد علمه عن أحد غيرك. وكتبت إلي ثمانية عشر كتابا تقول في كل واحد منها ادفع إلى خالد غلامي هذا الكتاب فعلمت أنه غلامك، ثم كتبت إلي كتابا جمعتهما فيه فقلت: ادفع إلى خالد غلامي هذا الكتاب، وإلى يزيد ولم تقل غلامي، فمن أين أعلم أن يزيدا غلامك وأنت لم تقل لي قبل هذا الوقت إنه غلامك وليس أعلم خبرهما من غيرك.
فقال بشر فرَّطتَ، فحلفت أنا إن بشرا فرَّطَ، وحلف بشر إني أنا فرطتُ حيث لم أعلم أن يزيدا غلامه من كتبه، فأينا المفرط يا أمير المؤمنين. فقال: بشر المفرط، فقال بشر: وأي شي هذا مما نحن فيه؟!
قال عبد العزيز: إن الله أخبر في كتابه عن خلق الإنسان في ثمانية عشر موضعا، ما ذكره في موضع منها إلا أخبر عن خلقه.
وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعا من كتابه فلم يخبر عن خلقه في موضع منها ولا أشار إليه بشيء من صفات الخلق، ثم جمع بين القرآن والإنسان في موضع واحد وأخبر عن خلق الإنسان، ونفى الخلق عن القرآن. فقال عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ} ففرق بين القرآن وبين الإنسان، فزعم بشر يا أمير المؤمنين أن الله عز وجل فرط في الكتاب، وكان يجب عليه أن يخبر عن خلق القرآن، وقال الله عز وجل {ما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} فهذا كسر قول بشر في القياس والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)) انتهى
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:17 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل أبا عبد الله الأثري، فائدة جميلة.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:15 م]ـ
لكن من عبدالعزيز هذا عليه رحمه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:24 م]ـ
عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم الكنانى المكى، كان يلقب بالغول (صاحب كتاب " الحيدة ").