[هداية المحتار إلى إثبات القول بفناء النار]
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:01 م]ـ
سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 18/ 307:
عن حديث أنس مرفوعاً: "سبعة لاتموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النار وسكانها، واللوح والقلم، والكرسي والعرش" وهلهذا حديث صحيح؟ فأجاب:
(هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليهوسلم، وإنما هو من كلام بعض العلماء، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها، وسائر أهل السنةوالجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرشوغير ذلك، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهمبن صفوان، ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنةرسوله، وإجماع سلف الأمة وأئمتها). انتهى.
يقول د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن) في كتابه (دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد):
بعد دراسة كتب ابن تيمية رحمه الله حول تحديد قوله في مسألة دوام النار وبقائها، وهل هو يقول بما قال به السلف أم أنه يقول أو يميل إلى خلاف ذلك؟، فتبين –والله أعلم- أنه يقول بما قال به سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة من أن من المخلوقات ما لا يعدم، ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار.
وأما النصوص الأخرى التي استدل بها من قال: إنه يقول بفناء النار أو يميل إلى القول به، فهي: إما نصوص محتملة مجملة غير صحيحة، فترد إلى النصوص الواضحة المبينة، وإما النصوص استدلوا بها وهي لا تصلح للاستدلال كما قد تبين، والله أعلم بالصواب.
أما الشيخ محمد ناصر الألباني شيخ سلفية الشام: رحمه الله تعالى:
قال في مقدمته لكتاب (رفع الستارلإبطال أدلة القائلين بفناء النار) ط1 ـ المكتب الإسلامي عن ابن تيمية ما نصه:
((حتى استقر ذلك القول في نفسه، وأخذبمجامع لبه، فصار يدافع عنه، ويحتج له بكل دليل يتوهمه، ويتكلف في الرد علىالأدلة المخالفة له تكلفا ظاهرا خلاف المعروف عنه، وتبعه في ذلك بل وزاد عليهتلميذه وماشطة كتبه ـ كما يقول البعض ـ ابن قيم الجوزية، حتى ليبدو للباحث المتجردالمنصف أنهما قد سقطا فيما ينكرانه على أهل البدع والأهواء من الغلو في التأويل،والابتعاد بالنصوص عن دلالتها الصريحة، وحملها على ما يؤيد ويتفق مع أهوائهم .. حتى بلغ الأمر بهما إلى تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه، كما يفعل المعتزلة تماما .. ((
وقال الألباني رحمه الله تعالى في رد ه القوي والشديد على العلمين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى يقول: ((فكيف يقول ابن تيمية: (ولو قدر عذاب لاآخر له لم يكن هناك رحمة البتة!!) فكأن الرحمة عنده لا تتحقق إلا بشمولها للكفارالمعاندين الطاغين!! أليس هذا من أكبر الأدلة على خطأ ابن تيمية وبعده هو ومن تبعهعن الصواب في هذه المسألة الخطيرة؟! فغفرانك اللهم)) اهـ،
ويقول الألباني رحمه الله تعالى أيضا عن ابن القيم: ((لم يقنع بميله إلى القول بفناء نار الكفار،وتخلصهم به من العذاب الأبدي في تلك الدار، حتى طمع لهم في رحمة الله أن ينزلهممنازل الأبرار، جنات تجري من تحنها الأنهار … وإن مما لاشك فيه أن هذا الذياستظهرناه هو في الخطورة والإغراق كقوله بالفناء إن لم يكن أخطر منه لأنه كالثمرةله، ولأنه لا قائل به من مطلقا من المسلمين، بل هو من المعلوم من الدين بالضرورة، للأدلة القاطعة بأن الجنة محرمة على الكفار .. )) اهـ.
ويقول: ((فالحق والحق أقول لقد أصيب ابن القيم في هذه المسألة مع الأسف الشديد بآفة التأويل التيابتلي بها أهل البدع والأهواء في مقالتهم التي خرجوا بها عن نصوص الكتاب والسنة .. ((اهـ.
بل قال الألباني: ((قل لي بربك: كيف يمكن لابن القيم أن ينكرأبدية النار ببقاء أهلها فيها وعدم دخولهم الجنة مطلقا لولا تشبثه بذلك التأويلالبشع، وهو المعروف بمحاربته لعلماء الكلام من المعتزلة والأشاعرة لتأولهم كثيرامن آيات وأحاديث الصفات كاستواء الله على عرشه ونزوله إلى السماء ومجيئه يومالقيامة وغير ذلك من التأويل الذي هو أيسر من تأويله، فقد قال به كثير منالمتأخرين خلافا للسلف وأما تأويله فلم يقل به أحد منهم لا من السلف ولا من الخلفإلا تقليدا لشيخه .. )) اهـ
¥