الخامس: أنها تفنى بنفسها، لأنها حادثة وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه!! وهذا قول الجهم وشيعته، ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار، كما تقدم.
السادس: تفنى حركات أهلها ويصيرون جماداً، لا يحسون بألم، وهذا قول أبي الهذيل العلاف كما تقدم.
السابع: أن الله يخرج منها من يشاء، كما ورد في الحديث، ثم يبقيها شيئاً، ثم يفنيها، فإنه جعل لها أمداً تنتهي إليه.
الثامن: أن الله تعالى يخرج منها من شاء، كما ورد في السنة، ويبقى فيها الكفار، بقاء لا انقضاء له، كما قال الشيخ رحمه الله. وما عدا هذين القولين الأخيرين ظاهر البطلان. اهـ
فلا دليل على وجود قول تاسع يعلق بقاء النار على المشيئة الالهية
هدانا الله و إياك الى صراطه المستقيم
وفيكم بارك الله أخي الكريم.
القول الذي ذكرت هو قول أهل السنة قاطبة.
بل هو قول العليم الخبير جل جلاله.
فتعلق الإفناء أو التأبيد بالمشيئة لا يشك فيه أحد من أهل السنة.
وأما ما زاد هذا من الجزم بأحد الأمرين فموضع اختلاف بينهم.
والمختار: عدم الجزم، لعدم الدليل الصريح في ذلك.
فنبقى نعلقها على المشيئة. وقد يسمى هذا المذهب: توقفا.
وليس هو "قولا تاسعا"! بل يعم السابع والثامن.
والله الهادي إلى الحق بإذنه. . .
اقتباس مرة أخرى من كلام ابن القيم القيم:
وانا في هذه المسألة على قول أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه فانه ذكر دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ووصف ذلك أحسن صفة ثم قال ويفعل الله بعد ذلك في خلقه ما يشاء، وعلى مذهب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حيث يقول لا ينبغي لاحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا وذكر ذلك في تفسير قوله قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله، وعلى مذهب أبي سعيد الخدري حيث يقول انتهى القرآن كله الى هذه الآية: إن ربك فعال لما يريد، وعلى مذهب قتادة حيث يقول في قوله الا ما شاء ربك الله أعلم بتبينه على ما وقعت، وعلى مذهب ابن زيد حيث يقول أخبرنا الله بالذي يشاء لاهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم يخبرنا بالذي يشاء لاهل النار. والقول بان النار وعذابها دائم بدوام الله خبر عن الله بما يفعله فان لم يكن مطابقا لخبره عن نفسه بذلك والا كان قولا عليه بغير علم، والنصوص لا تفهم ذلك. والله أعلم.
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[10 - 11 - 07, 01:44 ص]ـ
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان فى رده على البوطى ((تعقبات على كتاب السلفية ليست مذهبا)) ص49
: التعقيب السابع والعشرون: فى صفحة 146 المقطع الاخير ذكر أن من البدع القول بفناء النار، وان ذلك داخل باجماع المسلمين فى البدعة، وتعقيبنا عليه من وجهين:
الوجه الاول: انه لم يحصل اجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع كما زعم، فالمسألة خلافية، وان كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم اجماع على انكاره، وانما هو من المسائل الخلافية التى لا يبتدع فيها.
الوجه الثانى: ان الذين قالوا بفنائها أستدلوا بأدلة من القرأن والسنة، وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته فان هذا القول لا يعتبر من البدع ما دام أن اصحابها يستدلون له، لأن البدع ما ليس له دليل اصلا، وغاية ما يقال أنه خطأ أو رأى غير صواب، ولا يقال بدعة، وليس قصدى الدفاع عن هذا القول، ولكن قصدى بيان انه ليس بدعة، ولا ينطبق عليه ضابط البدعة، وهو من المسائل الخلافية.))) اهـ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 11 - 07, 04:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني جزاكم الله خيراً الذي يظهر ان معتقد الإمام ابن القيم إنما هو ما جاء في مقدمة الوابل الصيب حيث قال: ((وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشئ لتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبيث وخبيث لا طيب فيه وآخرون فيهم خبث وطيب دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فإنه لا يبقي في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار
¥