ترى الاثنا عشرية مسألة الإمامة وأنها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم أصلا من أصول الدين وعقيدة من أصول الاعتقاد، وأن من لم يحكم علياً ولم يعتقد بالإمامة فإنه كافر، وبناء على ذلك فهم يكفرون أهل السنة، بل وأعظم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم -.
يقول رئيس محدثيهم محمد القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات ص103: (واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله)، وقال العالم الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج2ص244: (الإمامية قالوا بالنص الجلي على إمامة علي وكفروا الصحابة ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق عليه السلام وبعد إلى أولاده المعصومين عليهم السلام)، والعلامة الشيعي محمد باقر المجلسي صحح في كتابه مرآة العقول ج26ص213رواية ارتداد الصحابة على زعم الشيعة فلقد روى الكليني في الروضة من الكافي رواية رقم 341 عن أبي جعفر عليه السلام قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة فقلت ومن الثلاثة فقال: المقداد بن أسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم) وانظر بقية أقوالهم في كتاب حقيقة الشيعة لعبد الله الموصلي.
وقال الشيخ عائض القرني في شريطه عقيدة الخميني: (يرى الخميني أن الصحابة كفرة بالله العظيم إلا ستة أبو ذر وسلمان وعلي وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وصهيب وقيل اسم آخر) انتهى من شريط الشيخ على الشبكة الإسلامية.
ثالثاً: ما هي عقيدة أهل السنة في الصحابة؟
فليعلم بداية أن الصحابة هم من نقل إلينا القرآن الكريم فمن طعن في الصحابة طعن في كتاب الله عز وجل وهذا ما يقولونه كما سنبين.
وعدالة الصحابة عند أهل السنة من مسائل العقيدة القطعية أو مما هو معلوم من الدين بالضرورة لأدلة كثيرة من الكتاب والسنة:
- قال الله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " الفتح 18.
فهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم تزكية لا يخبر بها، ولا يقدر عليها إلا الله، وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم ومن هنا رضي عنهم.
- قال تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " الفتح 29.
قال ابن الجوزي: (وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور).
وقال الله تعالى " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى " الحديد 13.
استدل ابن حزم من هذه الآية بالقطع بأن الصحابة جميعا من أهل الجنة لقوله عز وجل " وكلا وعد الله الحسنى ".
وقال تعالى " للفقراء المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم " إلى قوله تعالى " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " الحشر 8 - 10.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم) رواه مسلم.
قال أبو نعيم: (فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن،فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم. لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والاسلام والمسلمين).
وقال صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم لعمر " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " متفق عليه.
¥