تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكني يا اخي ابو زيد أرى أن السبب وراء هذا السؤال شبهات ألرافضة المريضة ..

ولكي اضعك في الصورة سوف اوضح اكثر فالرافضة يظنون أننا لا نفصل في الشهادة بالجنة للصحابة فيظنون اننا نشهد لمن عينه الشرع ومن لم يعينه!!

ومن هنا يذكرون مثلا حديثا صحيح صححه الألباني نصه: (قاتل عمار و سالبه في النار)

طبعا معلوم أن قاتل عمار هو ابو الغادية الصحابي رضي الله عنه فيأتون فيقولون كيف تشهدون له بالجنة ونحن لم نشهد له اصلا! بل نشهد له برضى الله وحسب ولا نشهد له بالجنة بل شهد له الرسول بالنار وهذا لا يعني انه كافر والعياذ بالله وإنما يعني أنه أصاب ذمبا وسيعذبه الله به إن شاء ثم يدخله الجنة كباقي عصاة المسلمين وإن شاء غفر الله له فلا يعذبه ويدخله الجنة فالصحابة ليسوا معصومين رضي الله عنهم يقع منهم الذنب والخطأ ..

وإليكم تخريج الألباني للحديثمع كلامه عليه بفوائد مهمة:

السلسلة الصحيحة - (ج 5 / ص 7)

2008 - " قاتل عمار و سالبه في النار ".

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 18:

رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " (75/ 1 - 2) عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا.

قلت: و هذا إسناد ضعيف، ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط. لكن لم ينفرد به، فقال عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد به. أخرجه الحاكم (3/ 387) و قال: " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو ثقة مأمون، فإذا كان محفوظا، فإنه صحيح على شرط الشيخين ".

قلت: له طريق أخرى، فقال الإمام أحمد (4/ 198) و ابن سعد في " الطبقات " (3/ 260 - 261) و السياق له: أخبرنا عثمان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال: " سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة، قال: فتوعدته بالقتل، قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين، قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته، قال، فوقع فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر؟! و أخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره)، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله؟ فقال: إنما قال: قاتله و سالبه ".

قلت: و هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، و أبو الغادية هو الجهني و هو صحابي كما أثبت ذلك جمع، و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن ساق الحديث، و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار: " و الظن بالصحابة في تلك الحروب أنه كانوا فيها متأولين، و للمجتهد المخطىء أجر، و إذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى ".

و أقول: هذا حق، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة، إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قاتل عمار في النار "! فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلا ما دل الدليل القاطع على خلافها، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها. و الله أعلم. و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " (4/ 76) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: " كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية، استسقى ماء، فأتي بإناء مفضض، فأبى أن يشرب، و ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر هذا الحديث: لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض . فإذا رجلا يسب فلانا، فقلت: والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة، فلما كان يوم صفين، إذا أنا به و عليه درع، قال: ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع، فطعنته، فقتلته، فإذا هو عمار بن ياسر! قال: قلت: و أي يد كفتاه، يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار ابن ياسر؟! ".

قلت: و إسناده صحيح أيضا. و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. أخرجه ابن عدي (85/ 1) و ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 421).

قلت: و هذا من تخاليط الحسن بن دينار، فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية

السابقة.


[1] كذا الأصل، و كذلك هو في نقل " المجمع " (7/ 244) عنه، و الكلام غير
متصل. اهـ.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا, وأحسن إليك ..
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير