تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن يبدو أن الأحوال قد تبدلت ... فعاد إماما شأنه الاستقراء التام ... ومجتهدا يحسن التمييز بين الكلام الوعظي ... والحجة البرهانية ... فلعمر الله لمَ كان منه السؤال ابتداءا طالما كان من أهل تلك المقامات الرفيعات ... ولمَ أقر على نفسه أولا أنه من أهل تلك التحيرات؟

عموما أنا لم أر ما أبداه في مشاركته الأخيرة ... فقد سبق السيف العذل ... ولكن ظني أنه انبهر بما سمعه من جواب مسكت ... فازدادت حيرته ... وانحلت حبوته ... وربما رأى الكلام الصادر من شيخ الإسلام وتأييد حافظ الإسلام الذهبي - رحمهما الله - له ... فظن بهما الظنون ... وصدق أنهما إلى النصب أميل ... إذ نشأتهما وترعرعهما بداره في قديم الزمان ... وطلبهما للعلم بأرضه وقراره ... وغفل عن إنصافهما ... و سعة علمهما و جميل تقواهما ... ثم زيادة على ما أظهره الأخ الكريم الفاضل الشيخ حمزة من اعتراض شديد على ما جاء مجملا في مشاركتي قبل نقل كلام شيخ الإسلام الذي أقره الذهبي ... فكان حقا علي أن أكمل النصاب بذكر شهادة إمامين اثنين أحدهما حافظ الأندلس وريحانته الإمام ابن حزم إذ قال في فصله وهو بصدد إفحام الروافض الجهلة المردة - قبحهم الله - في مسألة الإمامة 4/ 103:

( ... وأما وجه الحاجة إليه - الضمير يعود على الإمام من آل البيت - في بيان الشريعة؛ فما ظهر قط من أكثر أئمتهم بيان لشئ مما اختلف فيه الناس، وما بأيديهم من ذلك شئ إلا دعاوى مفتعلة، قد اختلفوا أيضا فيها كما اختلف غيرهم من الفرق سواءا بسواء، إلا أنهم أسوأ حالا من غيرهم، لأن كل من قلد إنسانا كأصحاب أبي حنيفة لأبي حنيفة، وأصحاب مالك لمالك، وأصحاب الشافعي للشافعي، وأصحاب أحمد لأحمد؛ فإن لهؤلاء المذكورين أصحابا مشاهير نقلت عنهم أقوال صاحبهم، ونقلوها هم عنه، و لا سبيل إلى اتصال خبر عندهم ظاهر مكشوف يضطر الخصم إلى أن هذا قول موسى بن جعفر و لا أنه قول علي بن موسى، و لا أنه قول محمد بن علي بن موسى، ولا أنه قول علي بن محمد، و لا أنه قول الحسن بن علي، وأما ما بعد الحسن بن علي فعدم بالكلية، وحماقة ظاهرة، وأما ما قبل موسى بن جعفر فلو جمع كل ما روى في الفقه عن الحسن والحسين - رضي الله عنهما - لما بلغ عشر أوراق، فما ترى المصلحة التي يدعونها في إمامهم ظهرت، ولا نفع الله تعالى بها قط في علم و لا عمل، لا عندهم ولا عند غيرهم ... ) إلى أن يقول - رحمه الله - في صـ 106:

( ... قال أبو محمد: وكذلك لا يجدون لعلي بن الحسين بُسوقا في علم و لا في عمل على سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر ... ... - وذكر جماعة فيهم بعض أبناء عمه - وكذلك لا يجدون لمحمد بن علي بن الحسين بسوقا في علم ولا في عمل ولا ورع على عبد الرحمن بن القاسم بن محمد و لا على محمد بن عمر ... ... - وذكر جماعة فيهم بعض أبناء عمه - و كذلك لا يجدون لجعفر بن محمد بسوقا في علم و لا في دين و لا في عمل على محمد بن مسلم الزهري ... ... - وذكر جماعة فيهم بعض أبناء عمه - ... بل كل من ذكرنا فوقه في العلم والزهد، وكلهم أرفع محلا في الفتيا والحديث لا يمنع أحد منهم من شئ من ذلك، وهذا ابن عباس - رضي الله عنه - قد جمع فقهه في عشرين كتابا، ويبلغ حديثه نحو ذلك إذا تقصي، ولا تبلغ فتيا الحسن والحسين ورقتين، ويبلغ حديثهما ورقة أو ورقتين، وكذلك علي بن الحسين إلا أن محمد بن علي يبلغ حديثه وفتياه جزءا صغيرا، وكذلك جعفر بن محمد، وهم يقولون: إن الإمام عنده علم الشريعة، فما بال من ذكرنا أظهروا بعض ذلك، وكتموا سائره وهو الأكثر تالأعظم؟!! ... ).

هذا ... وقد نقل بعض كلام ابن حزم المتقدم مقرًا له = علامة الشام جمال الدين القاسمي في رسالته الموسومة بـ < نقد النصائح الكافية > في جواب جهول عاب الإمام البخاري في عدم روايته في صحيحه عن جعفر الصادق - رحمه الله -.

وفي المشاركة اللاحقة - إن شاء الله - أنقل بعض قول علامة اليمن في زمانه صالح بن المهدي المقبلي - رحمه الله - في كتابه الماتع < العلم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء والمشايخ > عن حال علماء الزيدية في علم الأثر.

ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 02 - 07, 08:34 م]ـ

الحمد لله.

جزى الله المشرف الكريم خير الجزاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير