رواه الحاكم في "المستدرك" (3312)، دون قوله: "مثل حطة"، وأبو يعلى (4004 - المطالب العالية)، والطبراني في "الأوسط" (3502، 5532)، و"الصغير" (1/ 139)، والبزار (2614 - كشف الأستار)، وقال: "لا نعلم صحابيا رواه إلا أبو ذر، ولا له غير هذا الإسناد".
قلت: غير أنه مروي بطريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما في "الكبير" (2638)، والبزار (2615 - كشف الأستار)، وأبي نعيم في "الحلية" (4/ 306)، وبقريب من لفظه عن أبي سعيد الخدري رواه الطبراني في "الصغير" (2212)، و"الأوسط" (5866)، وعقبه بقول كليهما: "لم يرو هذا الحديث عن أبي سلمة الصائغ إلا عبد الرحمن بن أبي حماد. تفرد به عبد العزيز بن محمد بن ربيعة". قال السخاوي في "الاستجلاب": "وبعض هذه الطرق يقوي بعضا". وابن الزبير رضي الله عنهما كما عند البزار (2613 – كشف الأستار). وأبي ذر الغفاري رضي الله عنه كما عند الحاكم في "المستدرك" (3312)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3502، 5532)، و"المعجم الصغير" (1/ 139).
وأخرج الترمذي وقال: "حسن غريب"، والحاكم في "المستدرك" عن زيد بن أرقم رفعه: "إني تارك فيكم ما إن تمسكنم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما" ..
رواه بهذا اللفظ الإمام أحمد في مسنده (10720) عن أبي سعيد الخدري، والترمذي في سننه (3788)، عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم رضي الله عنهما، وقال عقبه: "هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه". والطبراني في "الصغير" (1/ 135) عن أبي سعيد أيضا. وهو متواتر كما يأتي إن شاء الله ..
وأخرج البزار عن علي مرفوعا: "إني مقبوض، وإني قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنكم لن تضلوا بعدهما" ..
رواه بهذا اللفظ الحافظ البزار في مسنده (2612 - كشف الأستار).
وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد مرفوعا: "إني أوشك أن أُدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما" ...
رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 14، 17، 26، 59)، والترمذي (3788)، وأبو يعلى في مسنده (1017) وغيرهم، وبنحوه ابن أبي عاصم في "السنة" (رقم 1598).
وأخرج الترمذي وقال: "حسن غريب"، والطبراني في "الكبير" عن جابر بن عبد الله مرفوعا: "أيها الناس؛ قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي" ..
روى هذه الطريق الترمذي في سننه (3786)، وغيره. قلت: هذه الأحاديث الأربعة الأخيرة إنما هي حديث واحد متواتر الإناد والمعنى، مختلف اللفظ بما مؤداه واحد. قال مولانا الإمام الجد محدث الحرمين الشريفين محمد المنتصر بالله الكتاني قدس سره، في تفسيره الصوتي لسورة الأحزاب، لدى تفسيره لآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، بأنه حكم بتواتره الحفاظ المزي وابن كثير والذهبي. وقال في مقدمته لكتابه الموسوعة "معجم فقه السلف": "وقد خطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حجة الوداع بعرفة في مائة ألف أو يزيدون ... رواه جماعة من الصحابة: علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وحذيفة بن اليمان ... ".
قلت: وكذا حذيفة بن أسيد الغفاري، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري، وأبو ليلى، وأبو الهيثم بن التيهان، ورجال من قريش، وضميرة الأسلمي، وعامر بن ليلى بن ضمرة، وعبد الله بن عباس، وأبو ذر الغفاري، وأبو رافع، وأم سلمة، وأم هانيء ... وغيرهم. فهم تسعة عشر إضافة إلى السبعة الذين ذكرهم الجد رحمه الله، فهم ستة وعشرون.
¥