[دفاعا عن العقيدة ودفاعا عن علمائنا]
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 04:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فقد قدر علي اليوم الخميس 27/ 1/1428 أن تقع عيني على صحيفة عكاظ السعودية وبالتحديد على ملحق فيها يسمى (الدين والحياة)!
والواقع أنني لست من هواة تصفح الصحف؛ فالوقت أقل من أن يتسع لمثل هذه الأمور لا سيما إذا كانت الصحيفة المطالعة كالصحيفة المذكورة وهي معروفة بتوجهاتها المنحرفة التي ربما خفيت على كثير من قرائها.
ما أود قوله من غير إطالة هو أن في الملحق المذكور مقالا كتبه رجل اسمه (رائد السمهوري) تعرض فيه إلى مسألة عقدية طالما دندن حولها أهل الباطل وهي أنه يلزم من تبديع وتضليل الأشاعرة تضليل أئمة المسلمين كالنووي وابن حجر وغيرهم رحم الله الجميع.
الهدف الخفي لمقال الكاتب هو الطعن في منهج (التوحيد) الذي يدرس في المدارس الثانوية في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية، وتحميل هذه المناهج المباركة ومؤلفيها مسؤولية ما حصل مؤخرا من فتن التكفير والتفجير.
ومؤلف هذا الكتاب حسب علمي هو الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان آل فوزان حفظه الله، والكاتب أصغر من أن يتعرض بالطعن في فهم الشيخ صالح وإخوانه من العلماء الكبار للعقيدة السلفية ولكن إلى الله المشتكى!
كيف والشيخ حفظه الله خريج تلك المدرسة السنية السلفية العظيمة مدرسة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إمام أهل السنة في هذا العصر؟!
أرجو من إخواني الفضلاء أهل هذا الملتقى قراءة المقال والرد على الكاتب بما هو أهله دفاعا عن العقيدة ودفاعا عن علمائنا الأفاضل وإسكاتا لهذا الكاتب وأمثاله من المتطاولين المتشبعين بما لم يعطوا.
إليكم المقال الذي عنون له كاتبه بقوله:
هل المشركون سلف البيهقي والنووي وابن الجوزي؟
لا تسيئوا معشر القراء بي الظنون؛ فلست أنا من يقول هذا، ولكنه كتاب التوحيد المقرر للصف الأول الثانوي لهذا العام، ص67، في باب الأسماء والصفات الذي شرح فيه مؤلف الكتاب جزاه الله خيراً مذهب أهل السنة في الأسماء والصفات، مقارناً إياه بمقولات الفرق الإسلامية الأخرى، التي تشابه معتقداتها ـ حسب فهمه ـ معتقدات المشركين الذين كانوا يعطلون صفات الباري تعالى، فقال بالحرف الواحد: (وهؤلاء المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وكل من نفى عن الله ما أثبته لنفسه أو أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم، فبئس السلف لبئس الخلف)!
بناء عليه، فإن المعتزلة والأشاعرة إنما هم مقتدون بالمشركين، وإنما هم خلف لأولئك السلف، أي أن واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، والجاحظ، وثمامة بن أشرس، والنظام، وأبا إسحاق البلخي، وأبا رشيد النيسابوري، والقاضي عبد الجبار الهمداني، وأبا العباس المبرد، وابن جني، والإمام زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ومن تبعه من الزيدية (وأولئك جميعاً من المعتزلة)، وأبو حامد الإسفرائيني، وأبو حامد الغزالي، وإمام الحرمين الجويني، والإمام البيهقي، وابن عساكر، وابن الجوزي، والنووي، وابن حجر العسقلاني (وكل أولئك من الأشاعرة)، كل أولئك إنما هم امتداد لأبي جهل بن هشام، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم من المشركين!، فبئس السلف لبئس الخلف! هذا ما يقوله كتاب التوحيد!، وهذا ما يحفظه ويدرسه أبناؤنا ذوو الخمسة عشر عاماً في المدارس الثانوية!
ويحق لنا أن نسأل:
هذا التلميذ الغض الذي للتو خلع ثوب الطفولة، وناهز الاحتلام، ما له ولهذه المسائل التي بالكاد يفهمها المتخصصون؟! ألا يمكن أن تؤخّر هذه المسائل وأشباهها إلى مرحلة الجامعة مثلاً؟ ما لهذا الغلام المسكين وللمعتزلة والأشاعرة؟ ماذا يا ترى يعرف عنهم؟ لا شيء، لا يعرف عنهم إلا أنهم يقولون مقالة المشركين في أسماء الله وصفاته، فهم ملعونون مثل المشركين الذين هم أسلاف لهم، فبئس السلف لبئس الخلف!.مثل هذه العبارة يدرسها طلاب لا يكادون يحفظون أركان الصلاة وواجباتها! أو حتى يعرفوا معنى الخشوع فيها، فضلاً عن أن يؤدوها كما ينبغي (إن شككتم في قولي فسألوا المعلمين فعندهم الخبر اليقين)!.
¥